السؤال
السلام عليكم.
أشكركم علي هذه الخدمة، وأنا دائمة القراءة لموقعكم.
سؤالي هو : أنا دائما أشعر بالذنب في كل شيء؛ حتى الآن أساءت لي إحدى صديقاتي ولم تعد تكلمني، ومع هذا الشيء يأتني الشعور بأني أنا المخطئة والفاشلة؛ لأني لم أحسن كسبها، أنا أعيش في غربة مع زوجي من غير أهل وأنا أنتمي لعائلة كبيرة، فخرجت من بيت كبير لأعيش وحدي أغلب الوقت؛ لأن زوجي يشتغل لوقت متأخر ولم أرزق بأولاد إلى الآن -والحمد لله- منذ أربع سنوات، أريد منكم نصيحة كيف لي أن أتحسن؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي السائلة! إن القلق والحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، وهو ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك، يقول عكرمة -رحمه الله تعالى-: (ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا).
واعلمي يا أختي أن رحمة الله بعباده واسعة، وقد جعل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، وقد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغيير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالحزن والاكتئاب وخيبة الأمل والإحباط والأذى من الغير، ولكن ذلك لا يدوم عادة أكثر من وقت قصير فقد تتغير الظروف ويتحسن المزاج، ويجب أن تعلمي أنك لست وحدك عندما تشعرين بأعراض الضيق والحزن دائما.
ولماذا تشعرين بالذنب وأنت لم تخطئي في حق أحد؟ فالإنسان المذنب هو الذي يرتكب خطأ أو يخطئ في حق غيره.
وأنصحك أن تقوي علاقتك بالله تعالى أولا، ثم تحسني الظن بالآخرين، حتى وإن أخطئوا في حقك فالتمسي لهم الأعذار، ولا تردي لهم بالمثل، فالعفو عند المقدرة هي قمة الأخلاق، والذي يعيش مع الله في كل أحواله فلن يكون في وحشة، بل يكون في أنس، والبعيد عن الله تعالى حتى وإن ملك الدنيا بأكملها فسيعيش في ظنك وفي نكد وفي ضيق وفي غربة.
أما بالنسبة لزوجك ولو كان يسمعني أو يقرأ ما سأكتبه لقدمت له إحدى عشرة نصيحة للحصول على السعادة الزوجية، ولكن لضيق المكان سأكتفي له بواحدة أو اثنتين، وإذا أردت ذلك كله سأرسلها لك على بريدك لتقديمها إلى زوجك.
فأقول له:
يجب أن تكون بينكما المودة والرحمة، وهي مرتبة من مراتب الحب بين الزوجين، وبها تحلو الحياة، وهي أيضا علامة يقيس بها كل طرف مدى حب الآخر له، وهي دعامة مهمة قيام البيت السعيد، وبدونها تبدو الحياة الزوجية جافة وقاسية.
الصراحة: ليس هناك أفضل من الصراحة التي تضمن حل المشاكل أو على الأقل تخفف من حدتها، وعلى العكس من ذلك فعدم الحوار والمصارحة مع الطرف الآخر يصل بالأمر إلى الانفجار.
والله الموفق.