كيف أتخلص من إحساس الكراهية لأخواتي؟

0 45

السؤال

لا أحب أخواتي البنات نهائيا، أحيانا أحس بالكره لهن سواء في وقت الخصام أو حتى بدون سبب؛ لأذيتهن لي وأنا صغيرة في مواقف كثيرة، لم يكن فيها احترام، أتمنى أن يختفين من حياتي بأي طريقة، وأحسبل عليهن كثيرا.

كيف أتخلص من إحساس الكره لهن؛ لأن العيش في البيت أصبح صعبا في ظل وجودهن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:

أولا: ما تتحدثين عنه هو أمر طبيعي في مرحلة ما في الحياة، فلا تتعجبي من ذلك، والمشاكل التي تحدث بين الأخوات كثيرة ومتنوعة، وقد تصل إلى ما وصلت إليه معك، وقد تتجاوزها.

ثانيا: التوصيف الدقيق لما تمرين به ليس الكره، وإنما عدم التكيف، أنت لم تستطيعي التكيف مع أخواتك، كما لم تستطيعي نسيان بعض الأمور الماضية في حياتك، والتي جعلت من التعامل معهن عائقا.

ثالثا: قد نسألك في المقابل: ماذا قدمت أنت لأخواتك من حسن معاملة؟ نعم أختي الكريمة هناك قانون كبير في العلاقات الاجتماعية مبني على ثلاث آيات من كتاب الله لا بد أن تفهم جميعا في نسق واحد، قال ربي: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (34) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ۖ إنه هو السميع العليم).

انظري بارك الله فيك إلى هذه الآيات، ونظمها المعجز وفق هذا الترتيب:

1- السيئة لا تقابل بمثلها، ولكن بالأحسن، يعني لو عندك طريقة للرد على السيئة إحداهما حسنة، والأخرى أحسن، أمرك القرآن بالأحسن، ووعدك حينها مع الاستمرار أن تنقلب العداوة إلى محبة.

2- ليس كل أحد يقدر على ذلك، بل لا بد من الصبر، والمعين لك على الصبر هذا الأجر العظيم الذي ينتظرك.

3- سيأتيك الشيطان موبخا لك، ومظهرا لك قبحهم وعلاقتهم السيئة بك، وفضلك عليهم، وهنا تأتي الآية الثالثة، والتي يأمرك الله فيها من الاستعاذة منه.

نريدك الآن أن تقرئي الآيات مرة أخرى بهذا التسلسل الذي شرحناه لك.

رابعا: اعلمي أيتها الفاضلة: أن كل فتاة تزوجت كانت تبكي على أيام ضاعت ولم تستثمرها مع أخواتها، هؤلاء أخواتك وإن كن أخطئن؛ أكلتن من طبق واحد، شربتن من كوب واحد، نمتن في مكان واحد، لك عليهن ملاحظات ولهن عليك مثلها، فإذا أدخلت الحوار بينكن، واعتذرت كل منكن لأختها، وأعذرتها فيما وقعت فيه، هانت عليكن الحياة ولانت.

ننصحك بالذهاب إليهن والحديث معهن التماسا للأجر من الله أولا، ولإصلاح ما كان بينكن، ويمكنك الاستعانة بأمك في هذه الحالة، ولعلها تكون البداية الصحيحة للحياة السعيدة معهن.

أختنا: قد تسمعين كلاما لا يعجبك، أو نقلا منك لم تقصديه أو لم تتذكريه، لا تقفي عند الصغائر، واجعلي هدفك أن تستردي أخواتك، وأن تسعدي بهن، وساعتها ستجدين طعما آخر للحياة.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات