أشعر بالملل والكآبة في دراستي بعد سبق صديقي المقرب بسنة!

0 53

السؤال

السلام عليكم.

أعدت اختبار الثانوية العامة، والحمدلله في السنة الثانية حصلت على معدل جيد، وتمكنت من دخول كلية الطب، ولكن لدي صديقي المقرب جدا كنا ندرس معا في الثانوية وقد تمكن من دخول كلية الطب من السنة الأولى، أما أنا فمن السنة الثانية، والآن يوجد بيننا فارق سني في الكلية، فهو الآن مرحلة ثالثة وأنا ثانية ولكننا غير سعيدين؛ لأننا لا نستطيع الدراسة سوية مثل الثانوية بحكم فرق المرحلة، فقد كنا في الثانوية نقضي أغلب الأوقات معا في الدراسة وصلاة الجماعة وغيرها من الأعمال الصالحة، وقد تعاهدنا على عمل الخير، والآن لا نستطيع الدراسة معا، وهذا أثر على مستوانا بسبب انقطاع الرغبة والملل من الدراسة الفردية، وقد حاولنا تكوين صداقات جديدة، ولكننا لا نستطيع الدراسة معهم لصعوبة التأقلم في الأجواء الدراسية.

في الآونة الأخيرة أصبحت حزينا ومكتئبا، ولكن نتذكر أن في كل شيء يحدث حكمة لله سبحانه وتعالى، ولكن لا نعرف ما هي الحكمة، حتى أنني حاليا لا أملك الشغف في دراستي في الكلية، وذهابي فقط لقضاء الوقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وفي صديقك، وأن يمن عليكما بالسلامة والصحبة الصالحة، وأن يحفظكما من المكروه والسوء.

أخي: الصداقة بعمقها الاجتماعي لها مكانتها التي لا تنكر، فإذا اجتعمت في الصداقة سلامة النفس وطيب المعشر والتوافق الفكري مع التدين؛ فهذا من النعيم العاجل للمؤمن، وإنا نسأل الله أن يديم عليكما تلك النعمة.

ثانيا: ما حدث معك حدث بتقدير الله تعالى لأمر يعلمه -جل شأنه-، وكل قضاء الله لا ينفك عن حكمته، وليس لازما معرفة العلة حتى نؤمن بذلك، لكن نؤمن ونتوكل وقد تظهر لنا الأيام بعد ذلك من حكم الله ما لم ندركها اليوم.

ثالثا: دائرة الدراسة هي حلقة من حلقات متعددة من الصحبة، ولا ينبغي حصر الصداقة فيها حتى لا تضيق واسعا، فلا زالت الصلوات فرصة للاجتماع، والحث على الأذكار والأوراد والسلوى بينكما قائمة، وقد قربت الوسائط الاجتماعية الحديثة هذا الأمر، فيمكنك وإن كنت بعيدا أن تتواصل معه.

رابعا: الصداقات الجديدة أمر مهم جدا، فمن الخطأ ربط حياتك الشخصية والاجتماعية بل وحتى السلوكية بصديق واحد، ولذا نحن نحرضك على إنشاء صداقات جديدة ليست بديلة عن صديقك الأول، ولا يشترط أن تكون في مستواه الديني والأخلاقي، بل يكفيك أن تكون فيها من القواسم المشتركة ما يعينك على تجاوز تلك المرحلة، وثق -أخي- أن الدنيا فيها خير، وحتما ستجد من وسط هؤلاء الطلبة من تصلح صداقته -إن شاء الله-، وعليه فالاتجاه إلى الصداقات أمر جيد بل حاجة وضرورة تحتاجها في حياتك.

خامسا: انتبه لما يريد الشيطان جرك إليه، إنه يريد أن يثبطك عن الدراسة، وأن يضيق عليك صدرك، لسبب هو في الأخير متوقع وطبيعي، فهدف الشيطان بالطبع ليس الألم على الصحبة الصالحة، وإنما هدفه هو إشغالك عن نجاحك وتفوقك ومستقبلك، وهذا -أخي- بداية لما يريد أن يصل إليه فاحذر خطواته.

سادسا: إننا نوصيك بما يلي:

1- عدم التفكير الكثير في صديقك؛ لأنها من المثبطات التي يستغلها الشيطان.

2- إشغال وقتك دائما بما يعود عليك بالنفع، ولا تترك نفسك للفراغ.

3- البحث عن صداقات جديدة ومتنوعة، على أن يكون الدين والخلق هو القاسم المشترك.

4- البحث عن تواصل مع صديقك الأول، على أن يكون وفق المتاح دون أن يطغى على دراستك أو دراسته.

5- اجعل أنسك بالله تعالى هو الغاية، اقترب من الله بالفرائض والنوافل واجعل سلواك في قراءة القرآن، وحافظ على أذكارك وستجد اطمئنانا وسكينة بأمر الله.

بهذا -أخي- تصل إلى ما تريد وتتجنب المزالق التي يضعها الشيطان ليثنيك عن الطريق الحق، نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات