السؤال
السلام عليكم.
أنا أعمل مهندسا، ويتطلب عملي مني التنقل من مكان لآخر، ولكني أحب العيش وسط إخوتي وأهلي في قريتي، وهذا يشعرني دائما بالحزن، وأريد ترك عملي، وأعمل أي شيء آخر في بلدي، ووسط أهلي.
أيضا طبيعة عملي تتطلب الحزم والشدة، مع أسلوب خاص في التعامل، ولكن لا أستطيع التوازن بينهما، وهذا قد يؤثر على جودة العمل، وهذا ما يقلقني؛ حيث إني متردد في اتخاذ القرار، وأريد عملا خاصا بي، حتى لا أتحمل ذنب شيء خطأ.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالجلوس بجوار أهلك أمر جيد، ويدل على حبك لهم، وحرصك عليهم، لكن الحياة لا تقوم بهذا السلوك العاطفي المجرد، لكننا لا نظن أن هذا هو السبب الرئيس في شعورك السلبي تجاه عملك؛ لذلك نود منك أن تخرج مسألة الجلوس بجوار أهلك من معادلة الاختيار، وهذا لا يعني أننا ضد برك بأهلك، أو الإحسان إليهم، فهذا واجب عليك -أخي الكريم-، ولكننا ضد اتخاذ قرارا في حياتك لمجرد العاطفة، فقد تعلمت، وأنفق عليك أهلك من أوقاتهم وأموالهم وأعصابهم، حتى كنت -بفضل الله- مهندسا، وقد آن الأوان أن تنهض بعلمك، وأن تساعد في البناء، مع عدم إغفالك حقهم عليك.
نعود إلى الموازنة بين عملك المتنقل، وبين حبك للجلوس في قريتك، وحبك للعمل الخاص: نحن أولا: لا ننصحك بترك عملك، على الأقل في هذه الفترة القادمة، وننصحك بعدة أمور:
1- الاجتهاد في عملك، واكتساب مهارات حياتية تضم إلى الدراسة النظرية.
2- لا بأس بافتتاح مشروع خاص على أن تديره وأنت في عملك، ويمكنك أن تكلف من يعينك في ذلك، والتقنيات الحديثة تجعلك اليوم وكأنك في المكان المراد، وإن كنت بعيدا آلاف الكيلومترات.
3- لا تباعد بين السفر وبين زيارتك لأهلك، على أن يكون بطريقة الموازنة التي تحفظ البر، ولا تضر العمل.
4- إذا استوى مشروعك الخاص، ووقف على قدميه، ورأيت أنه سيكفيك عن عملك الحالي، فلا بأس ساعتها أن تأخذ إجازة ستة أشهر قابلة للزيادة، بحيث تنتقل إلى الميدان العملي؛ فإن مرت عليك الأشهر وأنت لا زلت مقتنعا، فعليك تقديم استقالتك، وإدارة عملك.
5- نرجو أن يكون عملك الخاص قريبا من تخصصك، إن لم يكن في التخصص ذاته، فهذا أفضل وأوفق لما تعلمته.
6- اجتهد في الاستشارة -أخي الكريم-، وسل فيها أهل الاختصاص، ولا تقدم على عمل إلا بعد الاستخارة.
وأخيرا: أشرك أبويك في اتخاذ القرار، بعد أن تدرس أبعاده الاقتصادية والاجتماعية، واختر رضاهما بالمشاركة والاستماع، وثق بعد هذا أن الله سيختار لك الخير -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله المستعان.