أحببت شاباً عبر برامج التواصل لا يتحدث معي كثيراً!!

0 3

السؤال

لدي صديق من برج العذراء، تواصلنا على السوشل ميديا فقط، وأنا أحبه، وأعلم أنه معجب بي، المشكلة أنه لا يتحدث كثيرا معي، أحيانا يتحدث معي مطولا عن أموره، ثم يختفي، وأحيانا يبدو باردا ومختصرا للكلام، وكذلك يشاهد أغلب القصص، ولكن تفاعله عليها محدود جدا.

هل هذا غرور أم خجل، أم كبرياء وتجاهل، أم هو غير مستعد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maria حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يهديك، وأن يصلحك، وأن يبصرك الحق، وأن يصرف عنك نزغات الشياطين، وأن يبعدك عن شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.

أختنا في رسالتك بعض الملاحظات:

1- مسألة الأبراج.
2- التواصل مع الشاب.
3-أسباب ضعف تفاعل الشاب معك.

أولا: مسألة الأبراج التي يعتمد بعض الناس عليها، ويبحثون عن الصفات المبنية على تاريخ الميلاد بتحديد الأبراج عليه؛ هذا جهل، وقول بلا علم، وهو متفرع عن التنجيم المحرم، وهو نوع من الكهانة التي فيها إدعاء للغيب، وهي محرمة شرعا ولا تصح عقلا، وفي الحديث الذي رواه مسلم: (من أتى عرافا فسأله عن شيء، فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) وتذكري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أتى كاهنا فصدقه بما قال، فقد كفر بما أنزل على محمد)، فالحذر من تلك المواقع والحذر من التنجيم، وعدم الاعتماد عليها في أي شيء.

ثانيا: التواصل مع الشاب هل كان بطريق شرعي؟ هل تقدم إليكم وتم قبوله، أم أن هذا التواصل خارج عن الإطار الشرعي؟
إن كان بطريق شرعي، والرجل عاقد عليك، فلا بد من الحوار معه وتفهم أعذاره، فقد يكون مشغولا بالعرس، أو مشغولا بالعمل، أو عنده مشاكل؛ فالتفهم لحاله أمر مهم.
إما إن كان خارج الإطار الشرعي، ولم يتقدم للوالد ولم تتم الموافقة عليه، ولم يكن هناك عقد قران بينكم، فاعلمي أنه تواصل محرم ولا يجوز شرعا، وكل حديث بينكما هو حديث محرم لا يرضي الله ولا رسوله.

ومن خلال متابعتنا لآلاف الرسائل؛ فإن الشاب الذي يحادث فتاة من وراء أهلها، هو في داخلها يحتقرها، ويراها خائنة، لذلك الدراسات تقول: إن 84% ممن تواصلوا مع بعض لم يتزوجوا، والبقية كانت نسب الطلاق بينهم هي الأعلى.

فاتقي الله، وتوقفي فورا عن مراسلته، ولا تعلقي قلبك بما حرم الله تعالى، ولا تتبعي خطوات الشيطان، فإنه يريك الحرام الممنوع على صورة جميلة ومحببة إلى النفس، حتى يجرك الشيطان إليه جرا، وهذه من طرق الشيطان يفسد عليك دينك وآخرتك.

أختنا الكريمة: اعلمي أن الزواج كذلك رزق مقدر ومقسوم، والله قد كتب لك زوجك من قبل أن يخلقك، كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبناء عليه فإذا كان هذا الشاب هو من قدره الله لك زوجا، فلا تستعجلي الحلال بالحرام، ولا تجعليه بعد الزواج ينظر إليك بنظرة سلبية، ثقي -أختنا- أن كل من تواصل مع فتاة وتزوجها دائم الشك فيها، ودائم النظر إليها نظرة ازدراء، والرسائل من الشباب تأتينا تباعا بذلك، فاحفظي -أختنا- تدينك وكرامتك، وسيأتيك وأنت محفوظة الكرامة.

إما إن لم يقدره الله لك، فوالله لو فعلت أضعاف ما فعلت، ولو بذل هو أضعاف ما يبذله غيره، فلن يكون لك، وساعتها يكون التواصل امتهانا لك، وليس هذا فقط، بل تظل نقطة سوداء في جبين أهلك، وفوق هذا وذلك هي معصية تستجلب غضب الله عليك، وبعد هذا كله لن يكون لك.

ثالثا: أسباب ضعف تفاعل الشاب معك تختلف من شاب لآخر، البعض عنده من البنات الكثير، فهو يتقلب في الحديث معهن، وإيهام كل واحدة بأنها هي الأقرب إليه؛ حتى يلتف عليها ويوقعها في حباله، والبعض يعتقد أنه بهذه الطريقة يربط الفتاة أكثر به، والبعض عنده دين، ويرى أن هذا حرام، ويحاول أن يبتعد عن الحرام.

كلها أسباب، لكن القاسم المشترك أن الفتاة التي تحدث شابا من وراء أهلها، هي من الهوان بمنزلة أنه لا يعبأ بها كثيرا، ولا يهتم لأمرها إلا إذا أراد الهوى والحرام، وهي من أسقطت نفسها من عرش العزة والكرامة والرفعة.

وعليه فإننا نوصيك بما يلي:
- التوبة مما كان من حديث بينكما.
- إرسال رسالة له بأن هذا التواصل محرم، ولن أتواصل معك بعد الآن.
- حظر رقمه فورا، وتغيير شريحتك حتى لا يحاول التواصل معك.
- نسيان ما حدث وعدم التحدث به مع أحد.

هذا هو الطريق -أختنا- إن أردت السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وغير ذلك عبث وامتهان ومعصية، نسأل الله أن يصلحك، وأن يهديك، وأن يردك للحق ردا جميلا، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات