هل آلام الرأس والسهو في الصلاة تدل على العين والحسد؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة، عمري 24 سنةW، أعاني من آلام شديدة في الرأس، ذهبت إلى الطبيب، وقمت بالحجامة، والاستفراغ، والرقية عند أحد الرقاة، لكن بدون فائدة.

كما أني كنت فتاة مجتهدة في دراستي، لكن مؤخرا لم أعد كذلك، وكنت منتظمةW في صلاتي، وأخشع فيها بشهادة الجميع، لكن مؤخرا أصبحت أسهو كثيرا، لا أعلم ماذا قرأت، وكيف صليت! ولو أعدتها يحدث لي نفس الشيء.

وهذه الأيام أرى في منامي مكانا مغلقا مظلما، وأنا أصرخ بشدة، حتى أستيقظ في منتصف الليل، فأجد نفسي أصرخ في الواقع أيضا، حتى أهلي يسمعونني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oum mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يردك سالمة غانمة إلى ما كنت عليه من جهد وطاعة وعبادة.

أختنا الفاضلة: إن العين والحسد حق، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة ما يجب عليهم فعله، بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتحصن كل مسلم بالأذكار الصباحية والمسائية، وأن يبرك كل مسلم إذا رأى من أحد ما يعجبه، ولكن -للأسف- تكاسل البعض عن الأذكار، وقل احتياط الناس، بل وتساهل البعض، والدليل على ما ذكرنا ما رواه أحمد وغيره عن أبي أمامة سهل بن حنيف أنه قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة (يعني من شدة بياضه)، فلبط (أي صرع وسقط على الأرض) سهل، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون له أحدا؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة. قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عامرا، فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! ألا بركت. أي قلت اللهم بارك.

ثانيا: اعلمي -أختنا الكريمة- أن الإسلام ما ترك من حاجة إلا بينها، وقد بين لنا الشرع طريقة التخلص من العين أو الحسد أو حتى السحر، وكلها من كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وهو خير الهدى، والعلاج في الرقية الشرعية، مع الإيمان والتصديق واليقين، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الاسترقاء بـ "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن" رواه مسلم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ اشتكى، قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه. والنفث: النفخ، وتعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعوذتين لما سحره اليهودي، وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لمن رقى بالفاتحة "وما يدريك أنها رقية" رواه البخاري.

وعليه فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي الترياق لما أنت عليه، ونحن ننصحك بما يلي:

أولا: الإيمان التام بأن الضار النافع هو الله، وليس أحد يتحصن بالله، إلا أواه الله وحفظه.

ثانيا: الرقية بهذا الآيات:
1. الفاتحة.
2- آية الكرسي.
3- الإخلاص.
4- المعوذتان
5- آيتان في نهاية سورة البقرة.

ثالثا: قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، فإن لم تستطيعي، فعلى الأقل سماعها كل ليلة، المهم أن يكون ذلك كل ليلة، ولا بد من الصبر والاستمرار.

رابعا: المحافظة على الأذكار والأوراد الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة).

خامسا: قراءة الرقية على الماء، وصبها عليك، وهي نافعة -بإذن الله تعالى-، فقد ذكر ابن القيم أثرا في ذلك عن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور. والآيات هي قوله تعالى: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [يونس81 ] وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) [الأعراف 118إلى120] وقوله (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طه69].

وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حين سأل عن ذلك: ثبت في سنن أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض، وبهذا يعلم أن التداوي بالقراءة في الماء وصبه على المريض ليس محذورا من جهة الشرع، إذا كانت القراءة سليمة.

سادسا: يستحب تغيير غرفة نومك -إن أمكن-، أو تعديل السرير -إن تيسر-، واجعلي الاستماع إلى سورة البقرة حاضرة في كل وقت، وخاصة في الليل.

سابعا: لا تخلدي إلى النوم إلا وأنت على وضوء، وقد أنهيت أذكار النوم، وخاصة آية الكرسي.

أختنا الكريمة: ثقي أن الأمر يسير متى ما حافظت على ما ذكرنا، أو استزدت منه، ويمكنك الاستزادة بقراءة كتاب الشيخ عبد الله الطيار (فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين)، وأهل العلم وإن كان يقرون بأن أفضل من يرقى المرء هو نفسه، إلا أنهم جوزوا عند الحاجة الاستعانة بالمشايخ الذين يعالجون بالكتاب والسنة.

وأخيرا: نريدك -أختنا- أن تنشطي ولا تستسلمي، واجمعي -مع ما ذكرنا من التحصينات-: الهمة والنشاط والاجتهاد في المذاكرة، لا تستسلمي، بل قاومي، واعلمي أنك بالله معانة.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يشفيك وأن يعافيك، وأن يصرف عنك ما حل بك، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات