تعبت من الوسواس في الصلاة، فما الحل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، كنت أعاني من الوسواس، وشفيت منه -والحمد لله-، ولكنه كلما حان وقت الصلاة، ووقفت على السجادة تنتابني رجفة وقلق، ولا أستطيع أن أقول تكبيرة الإحرام، وهذا الشيء يتعبني.

كذلك لا أستطيع الوقوف لساعات طويلة، وهذا كله لأبدأ صلاة واحدة، كما أنني أقطع صلواتي كثيرا، فما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر.

وإننا نحمد الله تعالى الذى عافاك من الوسواس، وهذا دليل على قدرتك على التغلب عليه، وأصبح لديك من الخبرة في التعامل معه ما يجعلنا مطمئنين تماما على تجاوزك بقاياه بأمر الله تعالى.

أختنا: لا يخفاك أن الوسواس ضعيف، لكنه يقوى عند الاسترسال معه، وعدم تجاهله، والخوف المحيط بالتفكير فيه، ولذلك دائما ما ننصح بتجاهله واحتقاره وازدرائه، وعدم الاهتمام به.

هذا أول ما ينبغي عليك فعله، أن تحتقريه، أن تقولي في نفسك: هذا وسواس سخيف، وسواس حقير، كلام فاضي، مثل هذه الأساليب هي ما تجعل سطوته عليك تقل.

أختنا الكريمة: بالنسبة لما تشعرين به أول الصلاة فهذا أمر متفهم وطبيعي ولا تقلقي منه، وهناك بعض القواعد متى ما التزمت بها فإنك -إن شاء الله- ستتجاوزين هذه المرحلة بسهولة ويسر:

1- القاعدة الفقهية والنفسية كذلك تقول: لا نخرج من اليقين إلا بيقين، فإذا كبرت في الصلاة مرة واحدة فقد انتهى الأمر، ولا إعادة ولا تفكير في الإعادة حتى.

2- التكبير يتحقق بكلمة واحدة دون مد ولا استرسال: الله أكبر، بهذا ينتهي الأمر، ولا عبرة بأي حديث بعدها.

3- إن أتاك الشيطان بعد التكبير وأخبرك أن فيه نقصا فلا تعودي إليه، وصلاتك صحيحة.

4- كلما أتاك الشيطان استعيذي منه، واستمري في صلاتك، ولا تعودي في ركن قمت به، واعلمي أن هذا شيطان يريد أن يخرب عليك صلاتك لا أكثر، فقد روى مسلم أن عثمان بن أبي العاص، أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.

استمري على ذلك فترة وستجدين أن الوساوس قد قلت كثيرا حتى تختفي، المهم ألا تعيدي صلاة أنهيتها، ولا تكبيرة فرغت منها، ولا تسترسلي معه في التفكير، بل الاستعاذة والإتمام.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات