السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 21 سنة، أعيش في مشاكل عائلية كثيرة، وأمي تفكر في الطلاق من أبي، لأنه لا مبالي، ولا يحسن التصرف، وهو لا يتحدث معنا كثيرا، ويتخاصمان على الأمور المالية، أو بسبب لامبالاته الدائمة، ولا يريد التغيير.
مللت من الجلوس في البيت، فقدت أصدقائي بسبب تركي للدراسة، ولا يمكنني أن أكمل الدراسة، لأني كنت أنجح بالغش والوساطة، وأحيانا يقدم صديقي الامتحان عني، تركت الدراسة في آخر سنة من الثانوية، وأنا منذ مدة مكتئب، ومنعزل عن الناس.
الآن يجب علي إيجاد حل، لأن أمي لو تطلقت من أبي ستعود لمنزل إخوانها، وأنا لا يمكنني العيش معها، ولا يمكنني العيش مع أبي، وسأجن لو بقيت في المنزل وحدي، ففكرت في الالتحاق بالجيش على الأقل بشهادتي السابقة، ثم أجمع رأس مال محترم وأهاجر إلى فرنسا، لديهم اختبار قيمته 3 آلاف دولار، تدرس 375 ساعة، إذا حصلت على معدل أعلى من 10/20 يمكنك دخول أي جامعة، وحينها أدرس الطب، ثم أعود إلى بلدي، لعلي أجد فيه عملا حلالا، فما رأيكم؟
كما تعلمون في وقتنا الحاضر إذا لم تمتلك شهادة، فلن تحصل على عمل أبدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nadir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.
أخي الكريم: الحياة لا تخلو من مشاكل، وليس فيها أحد سالم من المشاكل، لكن الناس تتفاوت في حدتها وفي طريقة معالجتها، ونحن الآن سنعطيك أفضل الطرق للمعالجة.
1- تحديد المشكلة وتحريرها: لاحظ أن مشكلتك في آخر سطر ذكرته في رسالتك، لكنك قدمت مقدمة تبريرية لمشاكل أخرى، لا رابط بينهما، إلا أن هذا شعور يريحك من وخز تأنيب الضمير، وإلا ما علاقة المشاكل التي بين والدك ووالدتك في مسألة غشك من عدمه! وهل كل من طلقت والدته اضطر إلى الغش في الامتحانات!
لا يا أخي: أنت خلطت بين خطأ وقعت فيه بإرادتك، ومشكلة موجودة في أكثر البيوت، وهذا الخلط أراحك داخليا، لكن هذه الراحة هي من أقعدتك عن التفكير الإيجابي، حتى وصلت إلى هذا السن ولم تنجز ما عليك. ونحن هنا لا نوبخك، ولا نريد أن نحمل عليك، فقط نريدك أن تنتبه لمداخل الشيطان حين يدخل المشاكل، حتى يبرئ ساحتك أمام نفسك، فقط لأجل أن تيأس فتقعد.
2- بعد تحديد المشاكل، تقسيمها إلى قسمين:
1- ما يمكن علاجه.
2- وما يستحيل علاجه.
أما ما يستحيل علاجه، فعليك بالتعايش معه والتقليل من آثاره.
وأما يمكن علاجه فقسمه إلى قسمين:
1- ما هو مطلوب علاجه الساعة.
2- ما يمكن تأخيره.
إذا فعلت هذا، ستكتشف أنك أمام مشكلة عاجلة أو اثنتين، وبهذا تجد الدافعية للتغيير، فمثلا موضوع الوالد والوالدة، اجعل دورك فيه هو الاجتهاد في الإصلاح بينهما ما أمكن، ونقل الكلام الذي يقرب ولا يباعد، واترك الأمر بعد ذلك على الله، دون أن تضع فرضية سيئة كالتي وضعتها.
الآن نعود إلى سؤالك:
إننا نرى أن رجوعك إلى الدراسة هو الأفضل إن كان ذلك ممكنا، لأن ما تتحدث عنه هو مخاطرة من عدة زويا:
1- المبلغ المدفوع يحتاج إلى تعب لتوفيره، وليس مضمون النتائج.
2- التقديم على مثل هذا البرامج كثير جدا، وأغلب المتقدمين ما أنهوا دراساتهم، وبعضهم أنهى دراسته الجامعية.
3- المنحة المقدمة قليلة جدا، والمتقدمون كما ذكرنا كثر، وهذا يعني مفاضلة، والمفاضلة لن تكون في صالحك وأنت لم تنه دراستك.
وعليه فإننا ننصحك بالاجتهاد في العودة إلى دراستك، وجعل مثل هذه البرامج موازية لدراستك، فإن صعب عليك الجمع، فعليك بالدراسة النظامية، فإن تعثرت، فإننا نود قبل اتخاذ أي خطوة نحو هذه البرامج أن تتصل بالمصدر، وأن يكون موثقا حكوميا، وأن تسأل عن كل التفاصيل حتى لا تتورط، وتقع في ضياع العمر من بين يديك، وأنت لا تشعر.
أخي الكريم: لا زلت صغيرا، وتستطيع أن تبدأ من جديد، فلا تكسل، ولا تدع الفرصة تضيع منك، كما نوصيك بالتقرب من الله تعالى، والاجتهاد في تلمس مرضاته، ومصاحبة الشباب الصالح، والمحافظة على الأذكار ، واعلم أن هذا الطريق هو طريق النجاة والاستقامة، وما عداه انتكاسة وتعب وتخبط.
جرب -أخي- أن تفعل ما نصحناك به، وإنا لنرجو أن يجعل الله لك مخرجا.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك ويرعاك، والله الموفق.