والدي يكرهني وأمي لا تريد مشاهدتي، فهل أغادر منزلنا؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بأن أهلي يكرهونني، ولا يريدون أن أكون معهم، أبي يصرخ دائما في وجهي ويقول: كل شيء تفعله يأتي بالخسائر، وأمي تدافع عن أخي الصغير في أشياء لا تذكر، بحجة صغر سنه، وأقسم أنني لا أشعر بالغيرة منه، ولكنه يضربني أمام أصدقائي الكبار ويشتمني، وعندما أقول له: لا تفعل ذلك أو ما شابه يضربني، فلا أتحمل ذلك وأضربه ضربا بسيطا جدا، ويتظاهر بعدها بالألم وكأنني ضربته بطلقة في رأسه، فتغضب أمي وتبدأ في الصراخ ونوبات الهلع، وتقول دائما بسبب وبغير سبب: أنا أكرهك، اذهب لا أريد رؤية وجهك! وعندما أطلب منها تحضير الطعام لي لا تستجيب ولا تحضره، وغيره الكثير..

أفكر في ترك المنزل والعيش بمفردي أو مع صديق لي؛ لأنني أشعر بأنهم لا يحتملون وجودي في المنزل، وإخوتي الكبار يساندونهم وينقلبون ضدي، فهل أترك المنزل وأذهب للعيش بمفردي وأكتفي بمحادثتهم هاتفيا من وقت لآخر، أم ماذا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -يا بني- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص سؤالك؛ فاعلم أنه لا يحبك ولن يحبك أحدا بقدر حب أبويك لك، هذه قاعدة -يا بني- احفظها عنا، فنحن لا نعرفك ولا نعرف والديك، وقد استشرتنا والمستشار مؤتمن، ونحن لك نصحة فاسمع منا جيدا:

1- حب والديك فطرة فطرهم الله تعالى عليها، هم يحبونك لكن يكرهون بعض أفعالك، وهنا لابد لك أن تفرق بين من يحبك ومن يكره بعض فعلك.

2- حديث والدك لك هو انتقاد لأمور أخطأت فيها، وجلبت عليه الخسائر، وكان لابد أن تفكر في تحسين أفعالك وتجنب الأخطاء، لا أن تفكر في كرهه لك أو قلة محبته.

3-أنت الآن في عمر الخامسة عشر، وطيلة هذه السنوات وحتى ساعتك هو من يتكفل بحياتك وطعامك وشرابك، وأنت لا تدري عنه شيئا، لا تدري كم التعب الذي يعانيه من أجل الحصول على المال الذي تريده وأخواتك؟ وكان الواجب عليك أن تفكر كيف أسعد أبي وكيف أعينه، وكيف أخفف عنه ما يجد، وكيف أشاركه همه؟ لكنك -أخي- ذهبت مذهبا آخر.

4- والدتك طيلة اليوم وهي في هذا السن تعمل في البيت، من صباح يومها حتى نومها، هل فكرت كم تألمت هي من وقفة المطبخ، هل فكرت كيف تحملت الغسيل وتبعات البيت؟ هل فكرت كيف تنام هي وجسدها منهك من التعب؟ لا -يا بني- لم تفكر بما هو حقهم، وما أنت مطالب به شرعا من برهم، بل فكرت في بعض الطلبات التي لم تأت لك، وفي بعض الحاجيات التي لم تكن جاهزة في موعدها، فإذا لم يكن هذا أنانية -يا بني- فما هي الأنانية؟

5- من الطبيعي أن يخطئ الصغير، ومن الطبيعي أن يتجاوز أحيانا على أخيه، لكن أيضا من الطبيعي أن يحتويه الأكبر، وأن يضمه إلى صدره، وأن يشعره بحنانه وأنه الأمان له، نحن نصدقك في أنك لا تغار منه، لكن نتهمك بقلة احتوائه بالقدر الكافي.

6- اعلم أن شفقة الوالدة على الصغير هي نفسها شفقتها عليك وقد كنت صغيرا، وتلك رحمة الله التي وضعها في صدرها، هي لا تستطيع أن تتحمل بكاء الصغير، والواجب ألا تحوجها إلى ذلك بأن تكون أكثر احتواء للصغير.

7- إننا لا ننصحك أبدا بترك البيت؛ لأنك عمليا لن تستطيع الحياة، ولن تجد عشر ما تجده في بيت والدك، ومهما كان الصديق وفيا، ومهما كان الجار صادقا معك، لن يتحملك -يا بني- عشر تحمل أبويك، فلا تغامر لأنك ستكون الخاسر.

8- إننا ننصحك بتغيير علاقتك بوالديك وإخوتك، اجتهد في إرضاء الوالد، ومعاونته، واستشارته في الصغيرة والكبيرة، اجتهد في تفهم حال أمك واعمد إلى مساعدتها ولو بالقليل، اجتهد في احتواء إخوانك وخاصة الصغير، افعل ذلك كواجب عليك شرعا، فالله أمرك بالبر والإحسان إليهما، افعله -يا بني- وستجد تغييرا كثيرا في حياتك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات