هل أنفصل عن زوجي الذي منع أهلي من دخول بيتي أو التواصل معهم؟

0 22

السؤال

السلام عليكم.

حدث خلاف بيني وبين زوجي وأهلي، وتفاقمت المشكلة؛ مما أدى إلى نفور الزوج مني ولم يعد يحبني، وأيضا قاطع أهلي نهائيا، ومنعهم من الدخول إلى المنزل، ولا يريد أي تواصل معهم.

فهل الحل هو الانفصال بسبب عدم وجود الحب من طرف الزوج وقطع علاقته بأهلي؟
مع العلم أن الزوج من النوع الذي لا يقوم بمسامحة أي شخص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الإصلاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.

لا شك أن مثل هذه الاحتكاكات عندما تحدث يحضرها الشيطان، وينبغي أن ننتصر على عدونا الشيطان، وهذا لا يحدث إلا إذا حصل تنازلات من هنا وهناك، ونبينا صلى الله عليه وسلم بين فقال: (لا يحق لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا)، وبين أن الخيرية في الذي يبادر (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، وعليه فنحن ننصحك بما يلي:

أولا: الدعاء لنفسك ولزوجك ولأهلك وأهله.
ثانيا: الإحسان إلى أهله والاقتراب منهم لتكوني الأفضل، (وخيرهم الذي يبدأ بالسلام).
ثالثا: الإحسان إلى زوجك والمبالغة في إكرامه؛ لأن له حقوق.
رابعا: الاجتهاد في تحسين صورته عند أهلك وكذلك العكس، يعني: كلما تجدي فرصة تذكري الإيجابيات التي تذكر عنه عند أهله، وتذكري لأهلك ما فيه من الإيجابيات.

خامسا - وهو أمر مهم - ضرورة المحافظة على أسرتك وبيتك، واعلمي أن أهلك قد يغضبوا من الزوج أو يغضب منهم، لكنا نتكلم بلسان الآباء ولسان الأمهات، وندرك حقيقة هذه الأمور، الآباء والأمهات أسعد ما يكونوا عندما تكون بنتهم مع زوجها، مرتاحة في بيتها، حتى لو كان الزوج يؤذيهم أو يقصر في حقهم، هذا لا يهمهم، المهم هو سعادة البنت.

فلذلك أرجو أن تحافظي على هذا المبدأ، وتحافظي على بيتك، واعلمي أن الزمن جزء من الحل، فإن جبل الجليد هذا الذي صنعه الشيطان سيذوب ويذوب حتى يتلاشى، ودورك عظيم وأساسي في الإصلاح بين زوجك وبين أهلك، وإذا كان طول الخصام من طبائع الزوج فلماذا الانزعاج، يعني: هذا فعلا يحتاج إلى وقت، بعض الناس عنده هذا، وينفع فيه التذكير بالله، والتذكير بكلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، هؤلاء ليسوا مجرد أقرباء، إنما هم أهل الزوجة، ولذلك الشريعة لا تقبل هذا، بل المتهاجرين لا ترفع أعمالهم، (أنظروا هذين حتى يصطلحا)، ولذلك استخدمي النصوص الشرعية والتذكير بالله.

وهذه النصوص قبل أن تنصحيه بها أرجو أن تلتزمي أنت بإعطائه حقه الشرعي، والاهتمام به، والقيام بما عليك بما يسألك الله عنه أنت كزوجة، وتذكري أن أولى الناس بالمرأة زوجها، فلا تقصري في حقه لأنه قصر في حق أهلك، ولكن أدي ما عليك، وأكرمي أهلك وأهله، لتفوزي بالثواب العظيم عند الله، وليكون ذلك أيضا مدخلا إلى قلبه حتى يعيد الأمور والعلاقات إلى وضعها الطبيعي الجميل، وكذلك أيضا حرضي أهلك على أن يبذلوا مجهودا في أن يقتربوا منه، ويحاولوا أن يعينوه ويعينوك على استمرار هذه الأسرة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات