السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في كلية الحقوق، وكنت أريد أن أعرف كيف أربط بين المحاماة وتنفيذ أوامر الله، وأن أجعلها خدمة لدين الله؟ مثلا لو قلنا رد الحقوق لصاحبها والدفاع عن المظلومين هل هناك كتبا أو أبوابا في الحديث عن تلك المعاني؟
أتمنى فهم مرادي؛ لأن هذا سوف يكون منهج حياتي، والله أعلم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يستخدمنا دائما في الخير وفي نفع الناس، فخير الناس أنفعهم للناس.
سعدنا جدا بهذه الاستشارة التي تدل على رغبة في الخير، والرغبة في الخير خير، والإنسان يعطى على قدر نيته، فهنيئا لك على هذه النية الطيبة.
ونحب أن نؤكد أن إخواننا المحامين إذا قصدوا بهذا العمل وجه الله تبارك وتعالى ودافعوا عن المظلومين، وحرصوا على رد الحقوق لأصحابها، واجتهدوا في النصح لهؤلاء؛ فإنهم على خير كثير، ولهم الثواب العظيم عند الله تبارك وتعالى؛ لأن من الناس من له الحق لكن لا يستطيع أن يفصح عن حقه، ولا يستطيع أن يصل إلى حقه.
أما إذا كان في المحاماة تبديل للحقائق وقلب للحقائق ونصر للظالم على المظلوم: فهذا هو الإشكال، ونحن سعداء بهذه الروح، ونحب أن نقول: نحن نحتاج إلى أمثالك في هذا الميدان؛ لأنا إذا تركنا هذه الميادين لمن لا يخاف الله ومن لا يراقب الله فسيكون الفساد عظيما والشر مستطيرا، وستضيع حقوق العباد، فنسأل الله أن يعينك على الخير.
فهمنا سؤالك، ونشجعك على أن تستمر في هذا، وأرجو أن ترجع إلى مؤلفات مثل: (التشريع الجنائي) الذي قال صاحبه: (أنا أعتذر للقانون نصا)؛ لأن في القوانين ما يخالف شرع الله تبارك وتعالى، ولكن نحن علينا أن نسدد ونقارب، ونحرص على أن نقيم الحق، ونرد الحقوق لأصحابها، وهذا أمر لا بد أن يكون فيه الأخيار من أمثالك، فننصحك بالقراءة لمن كتبوا من الناحية الإسلامية مثل كتابات عبد القادر عودة -رحمة الله عليه- وغيره من الكرام الذين هم فطاحل في جانب القانون وفي مثل هذه المسائل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.