السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 20 سنة، دخلت في السنة الماضية كلية طب الأسنان، وهي كلية مختلطة وخاصة، أي أن والدي يدفعان رسوم الدراسة، ولقد أكملت السنة الأولى -ولله الحمد- والآن أنا في المرحلة الثانية، أمي وأبي يتعبان جدا في مصاريف وتكاليف دراستنا أنا وإخوتي.
التزمت دينيا منذ نصف سنة تقريبا، وعلمت أن المرأة يجب عليها القرار في المنزل، وأن الاختلاط حرام شرعا، والفتاة ستكون معرضة للفتنة، وأيضا أن الدراسة يجب أن تكون علما شرعيا فهو أوجب، وأفضل للمرأة، وعلمت أن خروج المرأة يكون للضرورة فقط، وأنا يوميا أخرج مع أختي للجامعة، ونركب سيارة الأجرة وحدنا؛ لأنه ليس لدينا سائق خاص بسبب تكلفة الدراسة، ونذهب للجامعة التي هي أصلا مختلطة، وفيها العديد من غير الملتزمين والمتبرجات، والعديد من الرجال، وأضطر يوميا للتعامل معهم، لكنني أحاول قدر استطاعتي أن أغض بصري، وأن لا أخضع في القول، وأن يكون تعاملي معهم محدودا جدا، وفي حدود الضرورة فقط.
تراودني أفكار أن أترك الدراسة كليا، أو أقوم بتحويل تخصصي إلى كلية التربية المخصصة للبنات فقط، وهي بالطبع أدنى من طب الأسنان، وهذا ما سيجعل أهلي يرفضون ويغضبون علي ومني، وأحيانا أفكر أن والدي قد تعبا كثيرا في جمع تكاليف الدراسة، وأنا أظلمهما بمثل هذا القرار، وسأضيع على نفسي فرصة ذهبية قد حصلت عليها بعد الكثير من الدعاء والاستخارة والتضرع لله قبل أن أعلم بالحكم الشرعي، وفي الوقت نفسه، أريد أن أخضع لأمر الله وألتزم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونحن سعداء بهذه المشاعر، وهذا الحرص على الخير، ومشاعر الشفقة على الوالدين، والحرص على طاعة رب العالمين سبحانه وتعالى.
إذا كنت -ولله الحمد- تلتزمين بحجابك، وتجتهدين في البعد عن الرجال، وتذهبين مع شقيقتك، وتجتهدين في تطبيق الضوابط الشرعية؛ فأرجو أن تكملي دراستك؛ لأن في ذلك مصلحة للأمة، وفي ذلك إرضاء للوالدين، وأيضا عندما تتخرج طبيبات؛ فإن في ذلك رفع للحرج عن بناتنا والأمهات.
يعني: إذا لم تتخرج طبيبات من النساء فإن نساء الأمة سيكن عرضة لأن يتعرضن لعلاج الأطباء الرجال، فبالتالي لا بد أن تكملي هذا المشوار، ونحن بحاجة إلى الحريصات على التدين، الحريصات على طاعة الله؛ لأن أمثالك عندما تكمل، يكون النفع كبيرا جدا في دراستها، وفي مستقبل عملها الوظيفي كطبيبة.
عليه أرجو أن تجتهدي أولا في المزيد من الالتزام، والطاعة لله تبارك وتعالى، وهنيئا لك بذلك، احرصي دائما على أن تكوني مع الصالحات، وبعيدة عن الرجال بقدر ما تستطيعين، واستمري على أدبك، وعدم الخضوع بالقول، والكلام في الحدود المعقولة إذا اضطررت، يعني هذه الضوابط الشرعية المطلوب رعايتها، كذلك أيضا استمري في الدراسة؛ لأن في ذلك إرضاء للوالدين، وهذا مكسب كبير، وتعويض لهما عن التعب.
وينبغي أن تجعلي همك ونيتك وقصدك أن تتخرجي طبيبة؛ لتكوني عونا للنساء على وجود طبيبات ترتاح المرأة معهن وتأخذ راحتها، وأيضا يكون ذلك فيه تطبيق للمعايير والضوابط الشرعية في علاج النساء.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.