السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل: أردت أن أقول لك: إنني أعلم أن العلاقات محرمة، ولكن هذه العلاقة أسعدتني كثيرا في الدين، حبيبتي تساعدني عقليا، وبفضلها لا أستطيع التوقف عن الصلاة، وتوقفت عن تلك العادات السيئة، كنا معا لمدة سنة تقريبا، ونحن حقا نحب بعضنا كثيرا، واتفقنا على الزواج بعد 3 سنوات.
والدي ووالدها متفقان على ذلك، وسنتزوج بالتأكيد بعون الله، وقد أرادت مخطوبتي أن تريني شعرها، ولأنني أعرفها ولا نريد ارتكاب أي شيء محرم، فضلنا أن نسأل الشيخ في ذلك، فسؤالي: هل يمكنني رؤية شعرها وهي محجبة قبل الزواج؟ علما بأننا سنتزوج بالتأكيد بعد 3 سنوات، بإذن الله.
شكرا، وأرجو السرعة في الإجابة، فقد استخدمت مواقع أخرى من قبل، ولا يوجد رد حتى الآن، وأنا بحاجة حقا إلى معرفة الجواب، فلا نريد فعل شيء يحول علاقتنا إلى علاقة محرمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يعينكم على الإكمال على الوجه الذي يرضيه.
بداية: نتمنى أن تتحول هذه الخطبة إلى عقد نكاح، فإن تيسر هذا كان لك أن ترى الشعر وأزيد من الشعر، وهذا أمر لا أظن أن فيه صعوبة، طالما كان أمر الزواج متفقا عليه، والأسرة في الطرفين سعداء بهذه العلاقة، نتمنى أن تتحول علاقة الخطبة إلى عقد نكاح شرعي، مع تأخير الدخول؛ لأن تأخير الزفاف والدخول هذا لا مانع منه إذا كان هناك مصلحة وبرضا الطرفين.
وعندما تتحول علاقة الخطبة -التي هي مجرد وعد بالزواج، فهي لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها- إلى علاقة زواج؛ فإن ذلك يتيح للطرفين فرصا أكثر، في أن يسعد كل منهما الآخر، في أن يكون كل منهما عونا للآخر، وبعد ذلك نؤخر الزفاف الذي ينبغي أن يعلن حتى يعرف الناس بدايات الحياة الزوجية، وحتى لا يتهم الناس بعد ذلك بالشر، أو لا يترتب على ذلك إساءة ظن إذا جاء طفل في وقت قبل أوانه، أو نحو ذلك، فالشريعة لها اعتبارات كثيرة في هذه المسائل.
أما إذا كان الأمر غير متاح، وهذا الأمر ملح بالنسبة لك، ولا تستطيع أن تتأخر فيه، فيمكن أن ترى ذلك عند زيارتك لها بشرط ألا تكون هناك خلوة، والأصل ألا تخلو بها، يعني: مرحلة الخطبة لا يجوز الخلوة بين الخاطب ومخطوبته، معنى (لا يجوز الخلوة) يعني يمكن أن تكون جالسة معها الأم أو العمة، أو الخالة، أو الوالد، أو الأخ، فيكون محرمها جالسا، وهي تكشف شعرها لخاطبها (لأجل النظرة الشرعية)؛ لأن هذا مما يدعوك إلى نكاحها، ومما يمتن ويمكن العلاقة، على أن تغطيه بعد أن تنظر إليها، ولا تعود لكشفه مجددا أمامك، بعد أن أخذت حقك في النظرة الشرعية.
ونسأل الله أن يعينكم في الخير، وأن يعينكم في الإكمال، وأرجو أن تدرك -مرة أخرى- أن علاقة الخاطب بالمخطوبة ينبغي أيضا أن تحتكم بقواعد الشرع، فيجوز أن يكلمها، ويجوز أن يجلس معها، أن يزورها، أن يسأل عن دراستها، عن صلاتها، كل ذلك يجوز، لكن في حضور محرم من محارمها، ولا يجوز الخلوة بينهم، ولا التوسع أيضا في الكلام العاطفي الذي يثير الشهوات، هذا أيضا يتعب الطرفين، وقد يدعو إلى ممارسات بعد ذلك لا تجوز ولا تحمد فيها العواقب.
أكرر: إن رغبتنا في أن يكون الاختيار هو تحويل الخطبة إلى عقد نكاح، مع تأجيل الدخول كما اتفقتم من قبل، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.