ماذا أفعل للتقرب إلى الله أكثر؟

0 35

السؤال

ماذ أفعل كي أتقرب إلى الله أكثر، وقد مضى على وفاة والدي سنتان وبعض شهور، لكني الآن مشتاقة جدا لرؤيته أو لسماع صوته، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، وأن يفرج كربك، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

أما بخصوص ما تفضلت به، فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: أول ما نوصيك به أختنا الكريمة: أن تعلمي أن كل قضاء لله له حكمته، واختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك؛ لأن الله أعلم بما يصلحك، ولعل في وفاة أبيك رحمه الله من الخير لك وله ما لا يعلمه إلا هو، فعليك الرضا أختنا بما قدره الله وقضاه.

ثانيا: نريد منك القراءة في هذا الباب -نعنى الإيمان التام بالقضاء والقدر وحكمة الله الملازمة له- فهو عامل مساعد وقوي في تجاوز هذه المرحلة، وسننقل لك بعض الآثار في ذلك:
1- كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى -رضي الله عنهما-: أما بعد، فإن الخير كله في الرضى، فإن استطعت أن ترضى، وإلا فاصبر.

2- قال أبو عثمان الحيري: منذ أربعين سنة، ما أقامني الله في حال فكرهته، وما نقلني إلى غيره فسخطته.

هذه النقول وغيرها كثير تظهر لك علاقة الرضى بالإيمان، وعلاقة الإيمان بالقضاء والقدر الملازم لحكمة الله عز وجل باختيار الله لك.

ثالثا: حين نتحدث عن وسائل تقوية الإيمان، فلا بد أن نتحدث عن أسباب ضعف الإيمان، وأهم ذلك ما يلي:

1- الابتعاد عن المحاضن الإيمانية مثل: السماع للمحاضرات الدعوية، ومجالسة الصالحات، فإن في مجالستهم دفعا للهم وترقيقا للقلب وتقوية للطاعة، يقول الحسن البصري: "إخواننا عندنا أغلى من أهلينا، أهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة".

2- مخالطة أهل المعاصي من أعظم الأسباب التي تورث قسوة القلب.

3- عدم التفكر في الآخرة مع الانشغال المبالغ فيه بالدنيا، وقد سمى النبي من انتهج هذا النهج بأنه عبد لما يشغله، فقال: "تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار ..".
هذه بعض الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الإيمان .

رابعا: من الوسائل التي تساعد على تقوية الإيمان:
1- المحافظة ابتداء على الفرائض والنوافل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ".

2- التفكر في الآفاق والأنفس: جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه في قصة مبيته عند خالته ميمونة: {أن النبي صلى الله عليه وسلم حين استيقظ من النوم خرج، ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) [آل عمران:190] -وفي صحيح مسلم- أنه قرأها ثلاث مرات كل ذلك يقرؤها، ثم يصلي ما شاء الله له ثم ينام، ثم يقوم فيقرؤها ثم يصلي ما شاء الله له ثم ينام، ثم يقوم ثم يقرؤها، ثم يصلي ما شاء الله له.

3- كثرة ذكر الله عز وجل.

4- الاجتهاد في الاجتماع على الخير، والعمل على مساعدة الغير من المسلمين.

5- زيادة معدل التدين عن طريق الإكثار من النوافل بعد الحرص على أداء الفرائض في وقتها.

6- أكثري النظر في من هم أشد منك ابتلاء، حتى تحمدي الله على ما أنت فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه.

7- أدمني الدعاء لله عز وجل، وانشغلي بما يحبه الله من الأقوال والأفعال المرضية، فإن هذا باب واسع من الخير، وفيه منصرف لك عن التفكير في الغير، فالدعاء سهم صائب متى ما انطلق من رام صادق.

نسأل الله أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات