السؤال
بعد سبع سنوات ونصف ولي ولدان، فكرت بالطلاق، للعديد من المشاكل، والسبب أهل زوجي طبعا، والسبب الرئيسي في زوجي نفسه، من سماعه الزائد لأي شخص كان من عائلته، وعدم صدقه معي، وسكوته عن الحق في العديد من المواقف مع أهله، وإهانتي أمامهم، والسماح لهم أيضا بذلك، لكن أنا صبرت، وأعمل لوجه الله معهم، وأقول المهم هو (أي زوجي) ولكن الظاهر ما في أمل منه، وأنا الآن أعيش عنده، ولكن جسد بلا روح، لا أنقص شيئا من حقوقه، ولكني صرت أكرهه، علما أنني أتعالج نفسيا الآن، وأصبحت منهارة، ولا أفكر إلا بالموت، وأنا خائفة إذا تطلقت أن يعاقبني الله، فماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم طارق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك وأن يشفيك، وأن يصلح لك زوجك وأهله معه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فانه ومما لا شك أن حياة زوجية بهذه الصورة ما هي إلا قطعة من العذاب حقا، ولكن أليس لهذا العذاب من حد؟ أليست له نهاية؟ هذا هو الواقع: كل ما له بداية لابد حتما وأن تكون له نهاية، حتى الحياة كلها لها لحظة تنتهي فيها تماما، وهذا من فضل الله ورحمته، ومن هذا الباب يأتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الموت تحفة المؤمن) والتحفة هي الهدية، لذا أقول لك أبشري فإن الليل مهما طال فلابد وأن يعقبه نهار وضياء وشمس.
إلا أنني لم ألحظ في رسالتك أي محاولة للإصلاح، لا من قبلك أو أي طرف آخر، لذا أنصح بضرورة عقد جلسة مصارحة خاصة بينكما، وإشعاره بعدم قدرتك على مواصلة الرحلة، وأنه لابد من أن نتفق على حل معقول إن لم يقض على هذه المشاكل، فعلى الأقل يقللها ويخفف من حدتها؛ لأن الصبر أوشك أن ينفد، وأخاف أن تتوقف الحياة كليا ونحن جميعا الخاسرون، وعلى قائمة الخاسرين أولادنا، فهل يا ترى نستمر في هذا المسلسل حتى ولو كان نهايته الموت؟
وإن لم تنجح تلك المحاولات فلماذا لا تحاولي إدخال بعض العناصر الصالحة للإصلاح بينكما ووضع حد لهذه التصرفات، وأعتقد أنه إن صدقت النوايا فسوف تنجحون في ذلك، فحاولي واجتهدي في ذلك، حتى وإن كان اليأس قد بلغ بك ما بلغ؛ لأن الله على كل شيء قدير، وأنه ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، والمؤمن لا يعرف اليأس بل ويقاومه بكل قوته، فلا تيأسي وحاولي، ولا مانع من تكرار المحاولة، واعلمي أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، واعلمي أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.
وأتمنى أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية، لعل وعسى أن تحسن حالتك وتطمئن نفسك، وهذه من بركات القرآن والسنة.
فإذا لم تنفع تلك الوسائل -وهذا ما أستبعده- فيكون لك الحق حينئذ في طلب وضع لهذه الرحلة الشاقة، وذلك بالطلاق الذي قد يكون هو الحل الأمثل في تلك الحالة، وكم أتمنى أن تعطي الدعاء مساحة واسعة في حياتك؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد وصلاح الحال.