هل ما فعلته مع خطيبتي وأهلها أمر صائب أم خاطئ؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت في بداية مرحلة الخطوبة مع فتاة، في هذه الفترة لمحت لي باحتياجها للمال لسداد دين فساعدتها، ثم وقعت مشكلة بيننا بسبب تحضيرات الخطوبة، ثم بعد شهرين اتفقنا فساعدتها في سداد ما تبقى من الدين.

لكن بعد مدة أصبحت العلاقة فيها فتور بسبب عصبيتها ومشاكلها العائلية، وفي آخر مرة وقعت مشكلة كبيرة وسوء تفاهم أدى بي إلى الشكاية بها إلى أهلها ومطالبتهم بسداد الدين، فهل ما فعلته أمر صائب أم خاطئ وسأحاسب عليه؟ مع العلم أنني عدت إلى أهلها وطلبت السماح منهم وتقبلوه مع اعتبار الدين هدية مني لنهاية المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما قمت به – أيها الحبيب – من إعانة هذه المرأة على سداد دينها قاصدا بذلك التبرع والإعانة عمل جميل، وإحسان منك إلى هذه المرأة، وثوابه لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى، فأحب الأعمال إلى الله تعالى (سرور تدخله على مسلم) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأعمال التي تدخل عليه السرور ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه: (تقضي عنه دينا).

ونصيحتنا لك – أيها الحبيب – ألا تفكر في استرداد هذا المال، فما دفعته وأديته إلى هذه الفتاة بنية التبرع أصبح ملكا لها لا يجوز لك أن تطالبها به، وكان من المستحسن ألا تخبر أهلها بذلك، فربما يكون في ذلك سببا لإبطال ثوابك، كأن يكون نوعا من المن عليها، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}، وقال سبحانه وتعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى}.

وإذا كنت قد أخطأت فيما مضى فما ينبغي أن تكرر هذا الخطأ فيما يستقبل من الزمان.

ولا ينبغي أن نغفل تنبيهك – أيها الحبيب – إلى أن المرأة في فترة الخطبة لا تزال أجنبية عن الخاطب، حتى يعقد عليها عقد النكاح، أما قبل العقد فإنها لا تزال كغيرها من النساء الأجنبيات، يجب عليه أن يتعامل معها وفق الضوابط والتوجيهات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، لحفظ الإنسان من أن يجره الشيطان إلى الوقوع في بعض المحرمات، ومن تلك التوجيهات:
ألا ينظر إليها، فقد قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، وإنما أباح له الشارع أن ينظر إليها عندما يريد خطبتها، فينظر إلى ما يدعوه إلى الزواج بها، كالنظر إلى وجهها وكفيها ونحو ذلك، أما بعد ذلك فيرجع إلى الأصل الشرعي، وهو غض البصر.

ومن تلك الآداب أيضا عدم الحديث معها بأي كلام فيه إثارة للشهوة وسبب للفتنة.

فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات