الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعمل في محل مع آخر، ولاحظ نقصاً في المال

السؤال

السلام عليكم.

يعمل أخي في محل لأخوين، ووجد أخي نقصاً في المال في فترة دوامه مع الأخ الأصغر، عدة مرات.

علماً بأنه لا يوجد أحد غيرهما في هذه الفترة، وبدأ يشك بالأخ الأصغر، فهل يخبر الأخ الأكبر؟ مع أنه لن يصدقه، وسيطرده من العمل، فماذا يفعل ليواجهه ويمنعه عن السرقة؟

كذلك أيضاً يعطي الأخ لأخيه مرتباً أكبر من مرتب أخي بكثير، مع أن أخي يعمل أكثر منه، ولفترة أطول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص سؤالك؛ فإننا نحب أن نكتب لك ما فهمناه: المحل لأخوين، أي أنهما هما من يملكان هذا المحل، وفي هذه الحالة فإن أخاك يعمل عندهما أجيراً، وأنه يعطى الأصغر أكثر من أخيك، مع أنه يعمل أكثر من أخيه.

إذا كان ما فهمناه صحيحاً فإننا نرى ما يلي:

أولاً: إخبار الأكبر منهما كما تفضلت لن يكون من ورائه منفعة تُرجى، بل قد ذكرت أنه سيفصل أخاك من العمل، وعليه فإننا نرفض مثل هذا الإجراء، ونرى ما يلي:

1- أن يقوم أخوك بتوثيق كل شيء يدوي من خلال البيع والشراء والإدخال والإخراج، وأن يكون ذلك مكتوباً، بحيث متى ما حل الجرد الفصلي أو السنوي، فلن يستطيع أحد اتهام أخاك ساعتها وسيفهم الأكبر ساعتها ما حدث بعيداً عن أخيك.

2- إن كان هذا الأمر عسيراً فيمكنه أن يطلب من الأكبر وضع كاميرا في المحل، مرتبطة بجوال الأكبر، بدعوى أن هذا أكثر آماناً للمحل، وهذا أمر طبيعي في المحل، ولن يكلف كثيراً.

3- إن صعب الحل الأول والثاني فيمكنه إن يجرد المبالغ لمدة أيام مثلاً ثم يحدث الأكبر بأن هناك خللاً، وأنه لا يعرف كيف وصل الخلل إليه، ويطلب منه أن يساعده في ذلك أو يتولى هو الأمر، بدون أن يحدثه عن سرقة أو غير ذلك.

بالنسبة للزيادة التي يعطيها الأكبر للأصغر فهذا حقه، ولا ينبغي لأخيك أن يغضب ما دام قد اتفق معه على أجر معلوم، وهو يقوم به، نعم يمكنه إن وجد نفسه مظلوماً أن يحدث الأكبر عن طلب زيادة مالية، لكن عليه أن يتوقع الرفض، وعليه أن يكون عنده بديل مناسب؛ فإن كان البديل غير موجود، وتأكد من الرفض فإننا نرجو أن يصبر ويستعين بالله تعالى، وعسى الله أن يبارك له في قليل ما يأخذ.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة