معلمة وأعاني من انتقادات الموجه، فكيف أتجاوزها؟

0 43

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا معلمة جديدة في الميدان، اخترت التعليم فقط لجمع القليل من المال، وبعدها أنسحب منه، لكن الآن أنا في صدد زيارة تربوية من قبل المفتش، وعندما زارني كان يركز على السلبيات دون ذكر الجانب الجيد، وهذا ما يثير غضبي وعصبيتي ورفضي للانتقاد، وأصبحت بسبب ذلك إنسانة عصبية وغاضبة من كل شيء، وأثر ذلك على حياتي، أريد حلا، لماذا أغضب؟ وكيف أسيطر على عصبيتي وغضبي؟ وكيف أسيطر على الخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Racha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة المعلمة- في الموقع، نسأل الله أن يهديك، وأن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا يخفى أن التعليم مهمة ومهنة شريفة، هي مهمة الأنبياء -عليهم صلاة الله وسلامه-، ونتمنى أن يسعى كل معلم ومعلمة في تطوير ما عنده من قدرات ومهارات، وأرجو ألا تتأثري بكلام الموجه والمفتش الذي ركز على السلبيات، اجتهدي في إكمال ما عندك من النقص، ولا تفقدي ثقتك في نفسك، فإن ما سكت عنه يدل على أن هناك إيجابيات.

نحن بلا شك لا نوافق هذا النمط من الموجهين الذين لا يركزون على الإيجابيات، بل الإنسان ينبغي أن يقول: (أعجبنا كذا، والإيجابيات كذا وكذا وكذا) ثم بعد ذلك يذكر التنبيهات أو السلبيات، هذا هو الأسلوب الصحيح.

ولكن أرجو ألا تقفي طويلا أمام تقييم هذا المفتش، واستمري في تطوير ما عندك من القدرات، وإذا كان هناك مجال في العودة إلى هذه المهنة لكونها مناسبة أولا لبناتنا، والأمر الثاني لأنها مهمة الأنبياء، والأمر الثالث: لأن الفوائد فيها كبيرة على الإنسان في حياته وفي تربيته لأبنائه، فهي مهمة مناسبة، وخاصة لبناتنا، من المهام المناسبة للبنات مهام التعليم والتربية؛ لأنها تناسب الوظيفة الأساسية للمرأة.

ونتمنى أيضا أن يكون عندك سعة صدر، الإنسان يسمع في هذه الدنيا ما لا يعجبه، ولكن ينبغي أن يتسلح بالصبر، ويعود نفسه على الاحتمال، والإنسان طالما هو موجود مع الناس عليه أن يصبر ويحتمل، فالمؤمنة التي تخالط وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر.

نسأل الله أن يعينك على الخير، والسيطرة على الخوف والسيطرة على هذه الاضطرابات تبدأ بالتوحيد الخالص، وباللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وتعويد النفس على الذكر، وتصحيح المفاهيم، للوصول إلى اليقين الذي نؤمن به، وهو أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن خوفنا ينبغي أن يكون من الله، لأن أرزاقنا وآجالنا وأمورنا ومستقبلنا بيد الله وحده.

نسأل الله أن يملأ قلبك أمنا وأمانا وطمأنينة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات