السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أمارس العادة السرية منذ الصغر، دون علم مني بماهيتها، وعند وصولي لسن 17 سنة، اكتشفت ماهية فعلتي، ولكني للأسف استمررت في فعلها، وعندما اكتشفت أنها محرمة ومضرة منذ فترة لا تتجاوز عامين، حاولت تركها، ولكني أعاود فعلها بين فترة وأخرى.
أشعر بأن الأوان قد فات، وأني لا أستطيع التعافي، خصوصا وأني كنت أعاني من: عدوى المسالك منذ الطفولة، وأثر ذلك على ساعات نومي، وأعاني من عدم توازن الهرمونات، غزارة الطمث، ونحافة مفرطة، بعد أن كان جسمي يميل إلى الاعتدال في الطول والوزن، وأشعر بعدم الثقة بشكلي الخارجي، وكل ذلك بسبب العادة.
أنا مصابة بهوس الكمال، وطموحة جدا، ولكني أشهد تراجعا في كل أحوالي، وأشعر أني سأخسر كل سماتي الشكلية والأكاديمية، وأني جنيت على نفسي، فهل ما ذكرته مرتبط بالعادة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بنيتي: لم يفت الآوان بعد، وتقبل التوبة من العبد ما لم يغرغر، وبإمكانك إصلاح كل شيء، فقط بالإرادة والعزيمة إذا أردت، ومن الواضح أن لديك ثقافة جيدة، وأن كلمات الرسالة تشير إلى أنك إنسانة مثقفة، لديها بعد وعمق لغوي وطموح، وهذا أمر جيد، فقط نريد أن نقوي من عزيمتك، ونشرح لك أضرار ممارسة العادة السرية، وعلاقة ما أنت عليه بسبب العادة السرية.
وممارسة تلك العادة تؤدي إلى الكثير من المشاكل النفسية والطبية والاجتماعية، ومن ذلك: التهاب المسالك البولية، وصديد وحرقان في البول، وتؤدي كذلك إلى التهاب الفرج البكتيري، أو الفطري، وما يصاحبه من إفرازات بيضاء وحكة، أو إفرازات صفراء، أو خضراء، ورائحة كريهة في المكان.
وتؤدي أيضا إلى حالة من الانطواء الاجتماعي، والخجل، وعدم القدرة على التحدث بشكل طبيعي مع الآخرين، وتؤدي إلى ضعف الإيمان، واستصغار الذنوب؛ مما يؤدي إلى عواقب وخيمة، لا نرضاها ولا نقبلها لبناتنا الفتيات، وندعو الله لك بالأمن والأمان والسلامة والحفظ.
ومن بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة: الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة، والصلاة، والدعاء، والذكر، والخروج مع الأسرة، وعدم الجلوس مع النفس منفردة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة، والثقافة العامة.
والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه و سلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ويمكنك لتقوية العزيمة والإيمان سماع مقاطع الفتيات الرائعات قارئات القرآن على اليوتيوب؛ فهذا ما يجب على أمهات المستقبل فعله، ولا شيء غير ذلك.
بقي لدينا مسألة الوزن: ومن الملاحظ أن عملية الحرق في الجسم لديك أكثر بكثير من عملية البناء، وأن تناول السعرات الحرارية في اليوم والليلة أقل كثيرا من الاحتياج اليومي، فيظل الجسم يأكل نفسه -كما يقولون- لاستكمال الحاجة اليومية من الطاقة.
ومعلوم أن بناء العضلات يتم من خلال تناول البروتين الحيواني والنباتي، وأن مصادر الطاقة يتم الحصول عليها من السكر والدهون الطبيعية، والحقيقة أن الحصول على وزن زائد أسهل كثيرا من إنقاص الوزن الزائد، والحميات الغذائية.
وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل المخللات والسلطات والمشويات، ويمكنك تعويض عدم الرغبة في تناول وجبات طعام كاملة، من خلال تناول وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات المجهزة في المنزل باللحم المفروم، أو الدجاج، وكوب التمر مع الموز مع الحليب يعتبر وجبة كاملة، وقطع العجوة مع زيت الزيتون تعتبر وجبة كاملة وخفيفة، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات -المغات المصري-، مع بعض السمن البلدي، يعتبر وجبة، والكنافة النابلسية بالجبن والعسل ما أطيبها.
والخلاصة يمكنك تناول وجبات خفيفة وقليلة جدا، ومغذية في نفس الوقت، مع التوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالغثيان، وبعد ساعة يمكنك تناول وجبة أخرى مختلفة، وبالتالي سوف تحصلين في نهاية اليوم على حاجتك من الطعام، والزائد عن الحاجة سوف يساعد في ضبط الوزن -إن شاء الله-.
وندعو الله لك بالصحة والعافية، والسلامة والستر.