السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة أدرس الطب، اخترته لأجل الجراحة بالدرجة الأولى، ولست مهتمة بأي تخصص غيره، ولا يروقني العمل في العيادات، ولكن المصيبة أنه يلزمني في الغسيل الجراحي -التعقيم قبل الجراحة- والكشف عن ذراعي، ولا يوجد مكان أستتر فيه، بمعنى إما أن أنسى حلمي هذا، أو أن أدوس على ضميري، وأغسل ولا أبالي، لأنكم تعلمون أن موضوع التعقيم والغسل يأخذ نصف ساعة على الأقل، ولا يمكنني التملص منه أبدا.
والآن أفكر في ترك الطب، والجلوس في البيت، فهل يجوز في الدين أن أكشف عن ذراعي أم لا؟ لأنني بناء عليه سأقرر هل أكمل أم لا؟ مع العلم أنني في السنة الثالثة، وأعلم أنكم ستقولون لي: حاولي، ولكن أؤكد لكم أن الأمل معدوم في الأمر.
وحتى تخصص طب النساء والتوليد -تخصص جراحي-، يعني لا مناص من الأمر أبدا، وهناك تخصصات أخرى بلا جراحة، ولكنني لا أريدها.
وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن ينفعك بما تدرسين، وينفع بك.
وهذا النوع من التخصصات لا شك –أيتها البنت العزيزة– أن المجتمع المسلم بحاجة إليه، ولابد أن تتعلمه بعض النساء من أجل أن تنفع به مجتمعها، ودراسة هذا النوع من العلوم إذا أمن الإنسان فيه من الوقوع في المحرمات أمر مطلوب، وقد يصير فرضا واجبا على الناس، أي على فريق من الناس تعلمه من أجل أن يقدموا هذه الخدمة للمجتمع.
ونحن ننصحك بأن تواصلي دراستك ما دمت ستدرسين لتنفعي نفسك، وتنفعي مجتمعك، وعليك أن تتقي ربك بقدر استطاعتك في تجنب المحظورات والمحرمات، ومن ذلك كشف الذراع، وبإمكانك أن تلبسي القفاز الذي يغطي اليد والذراع، وهذا غالبا ما يستعمل عند هذا النوع من الأعمال.
ونحن لم نفهم على وجه الدقة كيف أنك لا تستطيعين لبس شيء على يدك من القفاز مع أن الحاجة تدعو إلى ذلك أثناء التنظيف، لكن على فرض أنك فعلا كنت بحاجة إلى أن تكون يدك مكشوفة، فإنه عند الحاجة يجوز كشف اليد، وبعض الفقهاء –كما هو مروي عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة– أن الذراع ليس بعورة، فيمكن العمل بهذا الرأي عند الحاجة، وعند عدم التمكن من تجنب هذا المحلول.
وما دمت قد شرعت في الدراسة، وقطعت فيها كل هذا المشوار البعيد؛ فإن نصيحتنا لك هي كما سبق أن تكملي دراستك، وأن تستعيني بالله سبحانه وتعالى، وتسأليه التوفيق والسداد في تجنب المحظورات بقدر استطاعتك.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.