ابنتي متعلقة بشاب فاسد ولا تريد غيره زوجًا.

0 3

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة أتعبتني منذ عدة سنوات.

ابنتي مراهقة، تعلقت بشاب منذ أن كان عمرها 13 سنة، حتى أصبح عمرها 17 سنة، وخلال هذه الفترة حاولنا أنا ووالدتها معها بشتى الطرق في إقناعها بتركه، وأخذنا منها الهاتف عدة مرات، وكثيرا من الحلول، وكانت تعدنا بأنها ستنساه، ولكن لم يتغير شيء.

الشاب تقدم لخطبتها هذه السنة، ولكن بعد سؤالنا عنه تبين أنه سيئ السمعة، ويدخن السجائر، ويشرب الخمر، فرفضنا الأمر، ولكن ابنتي لم تقتنع بكل ذلك؛ فهي عنيدة جدا، حتى أنني جعلتها تترك المدرسة خوفا من أن تتواعد معه وتقابله.

تحدثنا مع أهله، وطلبنا منهم أن يبتعد ابنهم عن بنتنا، ووعدونا بذلك، ولكن أهله يعيشون في بلد غير البلد الذي يعيش فيه، ونحن لاجئون في بلد غير بلدنا، ونعيش حاليا أنا وأمها في حالة رعب وقلق كبير، ونخشى أن تهرب ابنتنا معه وتتزوجه بعد أن تكمل 18 سنة، وهي إلى الآن لم تتغير قناعتها، وتعيش على أمل أنني ووالدتها سنغير رأينا، ونوافق عليه.

منذ السنة الماضية وهذه السنة تقدم لها الكثير من الخطاب، وكانت ترفض بصورة مبالغة؛ فهي تظن أن ما قيل عنه من فساد مجرد كذب وافتراء عليه، فهي لم تنسه منذ 5 سنوات، حتى أنني قلت في نفسي: لعل كلامها صحيح، وأن ما قيل عنه ظلم وافتراء، فلما استخرت، رأيت رؤيا سيئة: رأيتها تصرخ وتبكي، وتلبس لبسا قصيرا ومكشوفا، وقلت لها لقد قلت لك أنه لا يصلح لك.

بالله عليكم كيف أقنعها بنسيانه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أملي بربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: جزاك الله وزوجك خير الجزاء على هذا الموقف الحاسم منكم، وعلى تفهمكم بما مرت به الفتاة، وعلى نصحكم الدائم لها، وإنا لنرجو الله أن يهديها، وأن يصلحها.

ثانيا: إذا أردنا معالجة هذا الأمر من جذوره، فيجب ابتداء أن نتأكد من سلوك الشاب، هل هو حقا يشرب الخمر كما ذكروا؟ هل هو منحرف أخلاقيا؟ إن هذا التأكد منكم أمر هام للبناء عليه.

ثالثا: الفتاة الآن في سكرة واضحة، وتحديها للجميع دليل على أن السكرة في أشدها، وفي غير حالة ابنتك نحن نفترض عدة فرضيات:

1- أن تكون الفتاة عانت حياة صعبة وقاسية في بيتها، فجاءها هذا الشاب ووعدها بالأمان الزائف الذي صدقته وآمنت به، فوثقت فيه أكثر من أهلها.

2- أن تكون الفتاة على يقين من صلاحه، وأنكم متحاملون عليه.

3- أن تكون الفتاة عاطفية وساذجة أكثر من اللازم، وهذا قد يقود إلى أن التواصل معه لا زال مستمرا، ولكن بطرق مختلفة.

4- أن يكون الشاب قد وعدها بالزواج بعد سن الثامنة عشر، وهي تعيش على هذا الأمل.

5- أن يكون قد استعان بالسحرة.

6- أن يكون لها عنده شيء تخاف إن تركت هذا الشاب أن يستغله ضدها؛ فهي تخافه أكثر مما ترجوه.

هذه فرضيات يجب أن تكون في الأذهان؛ لأننا لا نعلم إلى أين وصلت العلاقة بينهما؟ وكيف هي طبيعة حديثه معها؟ مع عدم تصورنا لطبيعة علاقتها بأبيها.

وعليه فإذا أردنا معالجة الأمر، فيجب ابتداء فعل ما يلي:

1- توثيق علاقة الفتاة بالله عز وجل أكثر، وإيصال رسالة لها مفادها: أن زوجها الذي قدره الله في السماء لن يغيره مخلوق، وأن الله كتب على الجميع ذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم- قال :(كتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

2- توثيق علاقتها بك أكثر من ذلك، وأن تتركوا لها مساحة كبيرة للحديث معكم عن كل تخوفاتها، المهم أن تأمن أنها لا تضار إذا تحدثت، وهذا لا يكون إلا بأمرين:

- التلفظ بذلك: بأن تخبروها أنها حياتكم، وقلبكم، وأن أي شيء فعلته ستكونون في ظهرها، وأنكم أمانها، فمثل هذا الكلام الذي يشعرها بأن لها أحدا يمكن أن يكون حصنا لها.

- التطبيق الواقعي؛ بمعنى إذا حدثتك بأمر ما يخصها، فلا تتخذ موقفا سلبيا ضدها مباشرة، بل اجعلها تشعر بأنك أمانها، واعلم أنه أحيانا ما يكون التقليل من الشر هدفا تربويا.

3-الحرص والاهتمام بالفتاة نريده أن يكون عاما في هذا البيت، وأن تستشعر أن حياتها في هذا البيت، وأن خروجها منه يعد انتحارا معنويا لها، وهذا يوجب على الجميع معاملتها بمزيد من الاهتمام، وخاصة والدها.

4- الفراغ أحد أدوات الشيطان لإلهاء الشباب، وتشغيلهم بما يضرهم ولا ينفعهم، وعليه فإننا نريد منكم أن تقللوا قدر الاستطاعة من تواجدها مع نفسها، أو تواجدها مع بعض الملهيات، وهذا يكون بشيء مباح تحبه: كالقراءة مثلا، أو مصاحبة بعض الصالحات، أو الخروج معك في أي مكان، أو بعض أعمال البيت، المهم أن تكون في شغل دائم.

5- الأفلام والمسلسلات تبني عند الشباب بطولات مزيفة، منها تلك الفتاة التي باعت أهلها لأجل حبيبها، وعانت وقاست حتى انتصرت، وهذا يؤثر بشكل رئيس على الفتاة، فنرجو منك الانتباه، مع ذكر بعض الوقائع، وتكرارها لمن خرجت من بيت أهلها، فأصابها الهم والغم، وضيعت حياتها، وهناك فيديوهات كثيرة في هذا المضمار، لكن نرجو أن يكون هذا الاطلاع بطريق غير مباشر، وغير مكثف؛ فنحن لا ندري هل هذه الفكرة في رأسها أم لا، لكن حمايتها بصورة عامة أمر ضروري.

6- التواصل مع أهل الشاب، وتحذيرهم، وتحذير الشاب نفسه من الاقتراب من الفتاة، أو التواصل معها بأي طريق، وأن يكون الوالد حازما في ذلك، هذا بالطبع بعد أن تأكدك من فساده.

7- لابد أن تعلم الفتاة كذلك أن أهلها جميعا في كفة واحدة، وأنها متى ما اتخذت رأيا بالزواج من هذا الشاب، فإنها قد باعت أهلها للأبد، لكن هذا أيضا بطرق غير مباشرة.

وأخيرا: هذا ما ننصحك به، مع كثرة الدعاء لها، ولا تقلق من حديثها أنها لن تنسى الشاب؛ فهذا كلام يقال في سن معين، ولظروف معينة، لكن متى ما تزوجت رجلا صالحا يحن عليها، ويخاف عليها، وكان معها من الدين ما يعصمها؛ فإن هذا الشعور إلى زوال بأمر الله.

نسأل الله الكريم أن يحفظها ويحفظكم، ويقدر لها ولكم الخير، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات