كيف أقنع أمي أن الفتاة التي اخترتها خلوقة ومناسبة لي؟

0 49

السؤال

السلام عليكم.

أحب فتاة منذ سنة وأشهر، وأريد أن أتزوجها، ولكن أمي رفضت الزواج بسبب أخلاق أهلها، ولا أعرف كيف أقنعها أنها ليست مثلهم، كيف أفعل ذلك؟ فهي فتاة محترمة وحنونة، ولكن أمي لا ترى هذه الصفات فيها، فكيف أقنعها؟

ساعدوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك (إسلام ويب)، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يحفظ والدتك من كل مكروه.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نحاورك من خلال ما يلي:

أولا: قبل أن نتحدث عن والدتك -حفظها الله-، دعنا نسألك بعض الأسئلة:
أنت في سن السابعة عشرة، وقد أحببت الفتاة وأنت في الخامسة عشرة وبضعة أشهر، فهل ترى أن هذا هو السن المناسب لمعرفة الحياة؟ هل تظن أن ابن السابعة عشرة يستطيع اليوم أن يحدد ما هو الأنسب له، وما لا يصح؟

ثم سؤال آخر: هل أنهيت دراستك العلمية، أم أنك تود أن تتزوجها وتعيش في كنف أهلك ينفقون عليك وعليها، أم أنك صاحب عمل أو تجارة، تجعلك مؤهلا لفتح بيت في هذا السن المبكر؟

وآخر الأسئلة: هل تعرف مدى تأثير الأقارب في البنت؟ وهل فكرت يوما إن اختلفت مع زوجتك وأهلها على ما ذكرت إلى من ترجع ليحكم بينكم؟ وهل أولادك في المستقبل سيكونون سعداء بأخوالهم وأهل والدتهم؟

كل هذه أسئلة يجب عليك قبل أن تفكر في الزواج أن تجيب عنها، ولكن بعقل لا بعاطفة، فما أوقع الشباب في مثل عمرك في المصائب والكوارث إلا ضعف خبرتهم في الحياة، مع طيبة القلب وشفافيته، ولذا نحن ندعوك من الآن أن توقف هدير العاطفة لأنه مهلك، وأن تفكر في حديثنا السابق بعقل واتزان.

ثانيا: اعلم -أخي الكريم- أن من كتبها الله لك زوجة ستكون لك فلا تقلق، ومن لم يكتبها لن تكون فلا تتعب، فالزوجة المقدرة لك معلومة باسمها ووصفها ورسمها من قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء". فإذا قدرها الله زوجة لك، فلن يأخذها غيرك، وإن لم تكن هي من قدرها الله لك زوجة، فلن تكون لك، ولو جيشت الدنيا كلها، وستعلم في الخاتمة أن اختيار الله لك كان أفضل مما أردته لنفسك.

ثالثا: لا يبنى بيت من حلال على قواعد من حرام -يا أخي-، وتواصلك مع الفتاة هو أمر محرم لا يرضي الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا ترضاه أنت لأختك ولا لأهلك، ولا يعقل أن تؤسس بيت مستقبلك وأن تضع قواعده في التواصل المحرم، فاتق الله -يا أخي- ولا تتعرض لغضب الله تعالى.

رابعا: أخي الكريم: لا تعلق آمالك على غيب لم تصل إليه، ولا تضيق واسعا، واعلم أن مدارك المرء كل يوم تتسع، وما تريده وأنت لما تصل العشرين قد لا ترغب فيه بعد ذلك، وما تراه اليوم صالحا قد ترى غيره غدا أصلح منه، فانشغل بمستقبلك ودراستك، أو عملك وتجارتك، حتى تقف على قدميك ماديا، ثم بعد ذلك ابحث عن فتاة صالحة وأهلها كذلك، حتى تستعين بهم في حياتك، ويكونون فخرا لأبنائك غدا.

هذه نصيحتنا لك، وهي وإن كانت مؤلمة إلا أنها صادقة لا نبتغي بها إلا وجه الله، والنصح للمسلمين، فلا تهملها -أخي الكريم-.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير لك حيث كان، وأن يرضيك به، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات