السؤال
السلام عليكم.
عقدت قراني منذ 5 أشهر ولم يتم الزفاف بعد، وحدثت بيني وبين زوجتي العديد من المشاكل، أهمها تصرفها في أمور دون الرجوع لي، مثلا، هي الآن تقيم في مدينة أخرى للدراسة وانتقلت إلى مسكن آخر دون أن تخبرني، وتحدثنا وقتها، بعد خلاف وجدل طويل، ألا تكرر الأمر مرة أخرى، والبارحة ذهبت لرؤية عمل جديد والتقت مع أم الأولاد لأجل التدريس دون أن تخبرني، وعندما أخبرتها أن هذا أمر غير مقبول بالنسبة لي، ردت بأن تصرفها لا يتخالف معي ولا يخالف الدين والأخلاق، وأنه يجب أن أعطيها مساحتها الخاصة وأحترم بأن تتخذ قرارات بنفسها.
وأنا الآن أفكر في الطلاق، إذ أخاف من تطورات مثل هذا التفكير في المستقبل، وللأمانة فهي محافظة لحدود الله وتقرأ القرآن بانتظام، لكن هذا التفكير عندها يقلقني، بماذا تنصحوني -أكرمكم الله-؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب.
أولا: نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله سبحانه أن يقدر لك الخير، ونشكر لك –أيها الحبيب– أيضا إنصافك لزوجتك بذكر ما فيها من الجوانب الطيبة، وهذا من إنصافك وحسن خلقك.
وقد أصابت زوجتك الحقيقة حين أخبرتك بأن تصرفها الآن في هذه المرحلة لا يخالف الدين، بمعنى أنه لا يلزمها الآن أن تستأذنك للخروج والدخول ما دامت ليست في بيتك، بمعنى أنها لم تستوفي هي حقوقها المادية حتى تلتزم أيضا في مقابلها بحقوق الزوج مثل الطاعة وعدم الخروج من البيت إلا بإذنه، ونحو ذلك.
ولكن الذي فهمناه من كلامك أن الباعث لها ليس هو هذا المعنى وحده، ولكنها ترى بأن من حقها أن تفعل مثل ذلك ولو كانت في بيتك، فإذا كان الجدال بينكما والنقاش حول هذا الموضوع –وهو حرية الخروج من البيت بغير إذن من الزوج بعد أن تزف إليه وتكون في بيته– فنصيحتنا لك في هذه الحال أن تبدأ أولا بتعليمها بما هي تجهله وتعريفها بالحدود الشرعية، ووعظها بالهدوء، وتعريفها لهذه الحدود يبدو أنها الضمان الأكيد لاستقرار بقاء الأسرة والحفاظ عليها من شتات التفرق، وأن قيام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه من الحق تجاه الآخر هو سبب السعادة ومفتاح الاستقرار والسكينة والطمأنينة للأسرة، وسبب أيضا لثواب الله تعالى وجزائه الحسن في الدنيا والآخرة.
فإذا رأيت من زوجتك التفهم والاستعداد لقبول مثل هذا الطرح فهذا سيكفيك في اتخاذ قرار الطلاق ويدفعه عنك، فإن الطلاق وإن كان مباحا لكنه مكروه ومبغوض لما فيه من التفريق بين الزوجين بعد أن جمع الله تعالى بينهما.
أما إذا رأيت منها العناد والإصرار على أنها تتصرف هذه التصرفات دون الرجوع إليك؛ فنصيحتنا لك أن تقارن بين المنافع والمضار والمفاسد والمصالح، فالحال الذي أنت فيه والواقع الذي أنت فيه ربما يحتم عليك أن ترضى بمثل هذه الزوجة، وألا تصرف النظر عنها، لأنه ربما لا تجد مثلها.
أما إن وجدت خيارات أفضل وزوجات أصلح مع إصرارها على ما ذكرنا من العناد وعدم الخضوع لطاعة الزوج، فإن الفراق في هذه المرحلة أسهل لك ولها، من أن يكون بعد نشوء الأسرة وحصول الأبناء والبنات، وتتعدد المعاناة، فلا تقتصر عليكما، وإنما تنتقل أيضا إلى غيركما.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.