السؤال
السلام عليكم.
حصل خلاف بيني وبين زوجي، فغضبت بسببه، وخرجت من بيتي، وجلست في بيت أبي.
وقد جاء زوجي ليصالحني، ولكن حصلت مشادات في الكلام بينه وبين أهلي، فما كان منهم إلا أن طردوه، وبالمقابل هو أخذ الذهب الذي أحضره لي، والذهب الذي أهداني إياه أبي، ويقول إن هذا كله من حقه، وقد أخبره أبي إما أن يعيد الذهب، ويلتزم بالنفقة، أو أن يطلق.
أنا لا أريد الطلاق؛ فلدي بنت عمرها شهران، وأفكر في الهرب من بيت أبي، والرجوع لزوجي، فما رأيكم بذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على حياتك الزوجية، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك، وأن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
أتمنى أن تجدي في الأعمام والعمات، والأخوال والخالات عقلاء يتكلمون ويتدخلون في هذا الموضوع، وأنسب من يحل مثل هذه الإشكالات هم هؤلاء المحارم، وخاصة الأعمام والعمات؛ لأن لهم دورا كبيرا جدا في إقناع الوالد، لأن عم الإنسان صنو أبيه، فالعم أب، ويستطيع أن يتخذ بعض القرارات، ويتناقش مع شقيقه الذي هو والدك، أو كذلك إذا كانت لك عمات أرجو أن تستعيني بهن، وأن تطلبي المساعدة منهن جميعا، فإن هذا هو أحسن الطرق.
كما أرجو أن تتفاهمي مع زوجك أن يدير الأمر مع أهلك بحكمة، وألا يدخل أهله، ودائما عندما نحصر المشكلة في إطارها الأول بين الزوجين سيكون الحل أسهل، ونحن نؤيد فكرة المحافظة على بيتك، والمحافظة على أسرتك؛ فما بينك وبين الزوج أغلى من كل ذهب الدنيا، وهذه البنية لا ذنب لها في هذا التوتر الذي حدث، ولا ننصحك مستقبلا بالخروج من بيت الزوج عندما يحدث خلاف كبير أو قليل؛ لأن هذا يوسع المشكلات، ويجعل الأهل يتدخلون من هنا ومن هناك، وبذلك نفقد البوصلة التي نستطيع أن نصل بها إلى الحل الصحيح.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تجدي في الوجهاء، والدعاة، والفضلاء من يتكلم بلسانك، ويعين على ترميم هذه الأسرة، وأيضا من المفيد جدا أن تطلبي من زوجك أن يتواصل معنا؛ حتى نعطيه خطة يتعامل بها؛ لأن دوره كبير في إعادة الأمور إلى نصابها، وإلى صوابها، وحتى نستطيع أن نعطيه توجيهات تناسب أهله وتناسبه.
كما نريد من الزوج أن يتقدم بالاعتذار للوالد؛ لأنه في مقام والده، وعندها أيضا أرجو أن يعلم الجميع أنه ليس لهم أن يتدخلوا في خصوصياتكم كزوجين.
وبلا شك نحن لا ننصح بالتفكير في الهروب معه، وترك البيت؛ لأن هذا الحل غير مناسب، وغير صحيح، وفيه إحراج لأسرتك، وأيضا لن يكون من مصلحتك أن تفعلي مثل هذا الحل.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يبعد الشيطان، وأن يصلح النفوس، وأن يغفر الزلات والذنوب.