أصدقائي يكرمونني كثيرًا ولا أستطيع مجاراتهم في ذلك، فماذا أفعل؟

0 4

السؤال

السلام عليكم

لدينا عادة: عندما نكون مع جماعة، أو مع شخص واحد ونركب وسائل المواصلات، أو نأكل، أو نشرب أي مشروب يقوم أحد الأشخاص بدفع المبلغ، فإذا كنا في وسائل المواصلات يقوم أحد الأشخاص بدفع المبلغ للأفراد الذين معه -حسب عددهم-، وأحيانا يكونون سبعة أشخاص، أي لا يدفع كل شخص لنفسه؛ وأنا في الغالب لا أبادر بالدفع، فهل هذا بخل؟

حتى إذا ركبت المواصلات وحدي أو كنت جالسا في مقهى، وشاهدت شخصا أعرفه يقوم بدفع مبلغي عني، وأنا أيضا في كثير من المرات لا أدفع للشخص إذا رآني، أو أتغافل عنه كأنني لم أشاهده، أو أنشغل بهاتفي لأصرف انتباهه عني.

الكثير من الناس يبادر بالدفع لإظهار غناه، فما هي المواقف التي أبادر فيها بالدفع للوقائع التي ذكرتها؟ مع العلم أن هؤلاء الأشخاص في الغالب يملكون أموالا أكثر مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Gh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأصل في كل حركة وسكون في حياة الإنسان أن تكون لله، وأن ينوي بها نية حسنة يزيد بها من حسناته، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فالنية تصلح العمل وتجعله مقبولا، أو تحبطه وتكون وبالا على صاحبها.

من جميل ديننا الحنيف أن طرق المعروف اليسيرة تكسب الإنسان الثواب الجزيل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض)، فكل تلك الأمور أشياء قد ينظر لها البعض أنها أمور يسيرة، ولكن لها من الأجر الكبير عند الله باحتساب النوايا.

النفس عادة تكون شحيحة، وتحتاج إلى مجاهدة كي تكسر ذلك الشح، فعليك أن تكسر ذلك الأمر بتعويدها على الكرم، وتعويدها على عكس ما تعتاده من الشح، وفي الأثر: (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه)، فعود نفسك على البذل ستجد بعد فترة صارت عادة.

قد يمنعك أيضا عن هذا الأمر الخجل، فقد تكون كريما، ولكن الخجل يقف حاجزا بينك وبين إكرام الناس، فتحتاج أيضا إلى تعويد نفسك على كسر حاجز الخجل كي تعتاده نفسك.

أما إذا كنت لا تملك مالا كافيا لإكرام الناس، فلا ترهق نفسك، ولا تجلد ذاتك، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات