زوجتي مهملة في بيتها؛ لأني منعتها من العمل.. أرشدوني

0 36

السؤال

السلام عليكم

متزوج منذ 6 سنوات، وأب لطفلين، مشكلتي مع زوجتي: أنها تنفر من أية نصيحة، علما أني أنصحها بطريقة مهذبة، يوجد عندها إهمال في البيت، ولا تتودد إلي، ولا تسألني عن حالي، باختصار تغير حالي كثيرا بعد الزواج، هي تعمل على إعداد الطعام فقط، لا روح، ولا مؤانسة، ولا اهتمام، ويعلم الله أني لا أظلمها فيما قلت عنها، وهي بين التلفاز والجوال فقط.

كل هذا بسبب أنها بعد سنة من الزواج طلبت مني بعد تخرجها من كلية التربية أن تعمل عملا تربويا، وأنا رفضت، فأنا لا أريدها أن تعمل، أفيدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

لا شك أن الزوجة تحتاج إلى تعامل جيد، وحسن المعاشرة مطلب شرعي، وواجب على الطرفين، ولكننا نؤكد دائما أن تعامل الرجل هو الذي ينعكس مباشرة، فالمرأة بحاجة إلى زوج يشعرها بالحب والأمان، وعندها ستغمره بالتقدير والاحترام، والإنسان عليه أن يسعى أولا فيما يجب عليه، بدلا من أن يقول: ما هو حقي؟ عليه أن يقول: ما هو واجبي؟ فإن واجبات الرجل هي حقوق المرأة، كما أن واجبات المرأة هي حقوق للرجل.

ليس معنى هذا أننا نؤيد الزوجة فيما ظهر من سؤالك، وكنا بحاجة إلى أن ننظر إلى الصورة كاملة، بأن تذكر ما عندها من الإيجابيات، وأن تذكر إلى جوارها النقائص والسلبيات؛ لأننا نريد أن نذكر بالقاعدة النبوية: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، وكذلك أيضا نتمنى أن تشجعها لتتواصل مع الموقع، وتعرض ما عندها، إما أن تكتب استشارة لوحدها، أو تكتبا استشارة مشتركة، تبين الأمور التي تتضايقان منها، وأيضا تبين الأمور التي هي إيجابية عندك، بهذه الطريقة نستطيع أن نرى الصورة كاملة، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.

بلا شك نحن لا نؤيد رفضها للطاعة؛ لأنك رفضت لها مواصلة التعليم، أو العمل، أو إلى غير ذلك من الأمور، والإسلام لا يمنع عمل المرأة، لكن ليس على حساب أطفالها، وليس على حساب زوجها، وليس على حساب مهام الأمومة التي قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن جاءت تسأل: (أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وقيامها بحقه يعدل ما هناك)، يعدل الجهاد والاستشهاد، وعظائم الطاعات التي يؤديها الرجال، ولذلك المرأة ينبغي أن تعرف رسالتها الكبرى، ودورها الكبير.

نحن نحب أن نؤكد لك أهمية أن تكون دائما محسنا إليها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا نحن معاشر الرجال، فقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وكان في بيته ضحاكا بساما، يدخل السرور على أهله، فأرجو أن تتمسك بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم، وعندها -بإذن الله- ستجد التغير من هذه الزوجة.

أكرر ليس معنى ذلك أننا نؤيد ما عندها من تقصير، فتقصيرها في حق الزوج يجعلها على خطر عظيم، ولكن نتمنى أن تتواصل حتى تسمع النصيحة المباشرة من إخوانها، أو أخواتها المستشارات.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات