السؤال
السلام عليكم.
أنا بفضل من الله أتممت حفظ سورة البقرة وآل عمران، ولكن بصراحة حتى مع التثبيت عند معلمتي مرتين لست مقتنعة أنني متقنة في الحفظ، فأحيانا أدمج الآيات في بعضها مثلا: من بعد، أو بعد، أو في أواخر السور..إلخ، قالت لي المعلمة: هذا شيء طبيعي، ويجب أن أكمل الحفظ، وألا أتوقف، وأنا لا أريد ذلك، أخترت أن أكتفي بالزهراوين، فهل هذا من كيد الشيطان، أم أنني على حق؟ أو أن عدم الإتقان في التثبيت لا علاقة له بالحفظ الجديد، ويجوز لي أن أتقدم في حفظي بدون إتقان الحفظ المسبق بطريقة دقيقة؟
مع العلم أنني أحاول دائما المراجعة وأحس أن ذاكرتي ليست بالممتازة، فلا أستطيع الصلاة بهاتين السورتين بدون مصحف أمامي أنظر فيه في حال لم أكن متأكدة، أو عندما أستدل بآيات في حديثي أخاف أن أخطئ حتى في الحروف، فلا أظن أن الحفاظ الحقيقيين يمرون بمثل هذا، أم هذه وسوسة شيطان فقط؟
وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونهنئك بهذا الاصطفاء وبحفظك لسورتي البقرة وآل عمران، ونبشرك بأنهما تدفعان عن صاحبهما بين يدي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يزيدك من فضله، وخيركم من تعلم القرآن وعلمه.
وأول ما ننصح به هو طاعة المعلمة، وتنفيذ الخطة التي طرحتها لك، والجمع بين الحسنيين، مراجعة الحفظ القديم لتثبيته، والاستمرار في الحفظ الجديد، وهذا هو الذي ينبغي أن تسيري عليه، وننصحك بعمل جدول مرتب للجديد وللمراجعة، بحيث يكون لك ورد يومي للمراجعة، وكذلك ننصحك بتحديد جزء معين يحفظ يوميا، يعني نصف صفحة أو صفحة يوميا، حتى تستكملي حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، والحمد لله أنك حفظت هذه السور العظيمة، والباقي سيسهل عليك، لأن العظيم هو الذي يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}، القرآن ميسر في حفظه، وميسر في فهمه بتيسير الله تبارك وتعالى.
وأرجو أن تخلصي في هذا العمل، واعلمي أن هذه الصعوبات التي تواجهك أمرها طبيعي، وهي تواجه الحفاظ في بداية مشوارهم، لكن سرعان ما تتغير هذه الأمور عندما يكون لهم جداول معينة لمراجعة ما حفظوه بالإضافة إلى الحفظ الجديد الذي يحرص على كثرة تكراره، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وتجنبي الوقوف والجدال حول هذا الموضوع، واحرصي على ما أشرنا إليه.
إذا ينبغي أن يكون لك جدول في حفظ الجديد، وجدول للمراجعة، وهذا أمر في منتهى السهولة، إذا رتب الإنسان وقته بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، وإتقان الحفظ سيأتي مع الوقت، وكون الإنسان أحيانا يخطئ، يقدم أو يؤخر، هذه من الأمور الطبيعية، وسيقل هذا وينعدم بحول الله وفضله وقوته مع مضي الأيام، فالزمن جزء من الحل، فاستمري على هذا الخير الذي أنت عليه، وكم هي سعيدة - أو سعيد - من تعيش مع كتاب الله تبارك وتعالى، فاحمدي الله الذي وفقك، واشكري الله تبارك وتعالى لتنالي بشكرك لربنا المزيد.
ونكرر لك البشارة بهذا الخير الذي تحصلت عليه، وندعوك إلى الثبات والاستمرار، بل إلى دعوة الزميلات والصديقات إلى أن يتذوقن حلاوة هذا الكتاب المجيد الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وننصحك باتباع توجيهات المعلمة، والدعاء لها.
نسأل الله أن يكثر في الأمة من أمثالها وأمثالك، ممن يحرصن على حفظ كتاب الله والمحافظة عليه، ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.