مترددة في الموافقة على شخص أقل مني تعليماً، فما نصيحتكم؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 22 سنة، تقدم لي شاب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا رفضته بالبداية؛ لأنني لا أجد أن الوقت مناسب للزواج خلال هذه السنة، ولكنه أخبرني بأنه مستعد أن يتقدم لي بالوقت المناسب لي، وهو بعمر 30، أي الفارق السني هو 8 سنوات، وفي الحقيقة أنا لا أجد مشكلة في فارق العمر، ولكنني أرى أن هذا الشاب سيكون كبيرا إذا تم الزواج؛ لأنه سيكون بعد سنتين بعمر 32 سنة.

المشكلة الأخرى والأكبر: هي الفارق التعليمي؛ فأنا أدرس الطب، وهو عامل بناء لم يدرس في الجامعة، وأرى أن هذا صعب علي تقبله؛ ليس لأنني أتكبر على عمله، بل أحترم كل من يعمل بالحلال، ولكن لا أرى أنه سيكون هنالك توافق في طريقة تفكيرنا، وأريد أن يكون أبنائي متعلمين وأذكياء، وأخشى أن زواجي منه سيؤثر على هذا الأمر، علما بأنني لا أعرف مستوى ذكائه؛ لأنني رفضت أن أخوض معه بالحديث.

كما لا أجد نفسي قادرة على الرفض؛ فأنا أشعر بأني أحببته، مع أنني لم أجلس معه، ولكنني أريد أن أعطيه فرصة لكي يتقدم لخطبتي من أهلي، وأن أستفسر عن طريقة تفكيره، ولكن أخشى أن أهلي سيرفضونه من البداية؛ بسبب مستواه التعليمي.

ماذا أفعل؟ أنا أشعر بأن هذا الموضوع استولى على تفكيري أغلب الوقت، وأدعو الله يوميا بأن يهديني للصواب والخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

أول ما ندعوك لعمله هو التوقف عن التواصل مع الشاب؛ حتى تتضح أمامك الرؤية، ونحن نحذر من المضي مع المشاعر والعواطف، قبل التأكد من إمكانية إكمال المشوار مع الشاب المذكور، ونقر أنه لا إشكال في فرق العمر -كما أشرت-، ولا إشكال في الوظيفة التي يعملها الشاب، أو في الفارق التعليمي، كل هذه الأمور هي عوامل قد تكون مساعدة، ولكن الأصل في الشاب هو أن يكون صاحب دين، والأصل في الفتاة أيضا، "فاظفر بذات الدين" كما قال رسولنا الأمين -عليه صلاة الله وسلامه-.

والمهم في الرجل أن يكون ناجحا في حياته المجتمعية، وقادرا على التفاعل، وقادرا على كسب رزقه، وقادرا على تحمل المسؤولية، وقادرا على القيام بأدواره كرجل، وهذه هي المؤهلات المهمة التي لا بد أن تكون موجودة، ولكننا في البداية أولا نتحفظ على الطريقة التي بدأت بها العلاقة، ولا نؤيد الاستمرار في هذا الطريق، وعليه أن يأتي من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، وبعد ذلك يعرض نفسه، وأول ما نطالبكما به هو التوقف قبل أن تتمكن هذه المشاعر، والظاهر أنها الآن بدأت تتمكن، ولذلك تجدين صعوبة في إيقاف التواصل معه، وهذا التواصل ليس له غطاء شرعي، ولذلك لا يقبل من الناحية الشرعية.

ولا يخفى عليك أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ونحن نخشى أن يحصل التعلق، ثم بعد ذلك يحال بينك وبينه، فيكون هذا مصدرا لإزعاجك، وتعبك في سائر حياتك؛ فالإنسان ينبغي أن يدرك خطورة الوقوع في مثل هذه المخالفات الشرعية، فأول الخطوات أن تتوقفي، وإذا كان فيه خير وحرص، فعليه أن يأتي ويقابل أهلك، فإن رفضوه، فليأت بأصحاب الوجاهات، ويأتي بمن يقنعهم أنه قادر على تحمل مسؤولياته، وبعد ذلك إذا حصل الوفاق بينك وبينه، وبين العائلتين -لأن الزواج ليس ارتباطا بين شاب وفتاة فقط، لكنه ارتباط بين عائلتين، وبين أسرتين- وسيكون ها هنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، فإن حدث الوفاق فعندها تحصل الخطبة، والتواصل المنضبط بالشرع.

ونؤكد مرة أخرى على أهمية أن تكون خطوات لتأسيس البيت صحيحة؛ لأن مشوار الحياة لا تنفع فيه العاطفة وحدها، بل لا بد أن يستحضر الإنسان الجوانب العقلية، وقبل ذلك يتقيد بشريعة خير البرية -عليه صلاة الله وسلامه-، والقواعد التي وضعها الشرع في الوصول إلى الزواج والأسرة المستقرة، التي ينبغي أن تؤسس على تقوى من الله ورضوان.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات