زوجتي تطلب الطلاق لكثرة سؤالي ونقاشي، فماذا أفعل؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج منذ خمسة أشهر فقط، وأحب زوجتي حبا جما إلا أنه في بعض المرات تحدث بيننا نقاشات في أشياء تافهة، مثل: (من تكلمين في الهاتف) بدافع الفضول مني، أو لماذا لا تفعلين كذا؟ فزوجتي بطبعها تكره النقاشات الكثيرة والكلام الكثير إلا أنه لا يخلو منزل من النقاشات، ولكن كثرتها أدت إلى طلب زوجتي الطلاق بحكم أني كثير الكلام والسؤال، وأنها أصبحت من داخلها تحس بالنفور مني وعدم الراحة، مع أنني وعدتها بتغيير طبعي هذا، إلا أنها متمسكة بقرارها! وأنا لا أحتمل فراقها والله.

ما أدري ماذا أفعل؟ مع أني سألت بعض الأقارب يقولون لي هذه آثار عين وحسد أصابكم.

أرجو الإفادة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي حرصك على المحافظة على أسرتك، ونسأل الله أن يهديكم جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أرجو ألا تستعجلوا في أمر الطلاق؛ أولا: لأن هذه الفترة غير كافية تماما في فهم بعضكم بعضا، واعلموا أن الوفاق يحتاج إلى وقت طويل، ويحتاج إلى تدرج، يحتاج إلى التعرف على الشريك، ثم يحتاج إلى تقديم تنازلات من الطرفين، ثم يحتاج بعد ذلك إلى فهم وتفهم للنفسيات، ثم يحتاج بعد ذلك إلى التعايش والتأقلم والتكيف، ثم يحتاج بعد ذلك إلى التعاون، ثم يحتاج إلى التوافق، ثم يحتاج بعد ذلك إلى التآلف.

هذه مراحل لا بد أن تمر بها الحياة الزوجية، ولذلك نتمنى من بنتنا ألا تستعجل في طلب الطلاق، وأيضا نتمنى ألا تضايقها بمثل هذه الأسئلة، فالحمد لله أنت اخترتها عن ثقة، وهي رضيت بك، ولذلك ما ينبغي أن يترك الإنسان القناعات الراسخة الثابتة عنده ويجري وراء وساوس قد يأتي بها الشيطان، (من تكلم؟ ولماذا تتكلم؟) أو نحو ذلك من الكلام، مع أننا نقر أن هذه الأمور ينبغي أن تكون فيها شفافية بين الزوجين، ونؤكد أن الوقت جزء من الحل، ولذلك أرجو ألا تستعجلوا، ويصبر كل طرف على الآخر، ويتفهم نفسيات الشريك وطرائق تعامله، فهذه من الأمور الأساسية.

لذلك أنت أحسنت عندما تواصلت مع موقع مختص، وعليه ينبغي أن تلجأ في مثل هذه الأمور لأهل الاختصاص، ونقترح عليك أيضا أن تطلب منها أن تتواصل مع الموقع وتعرض وجهة نظرها، ومرة أخرى نؤكد أهمية أن تغير طريقتك، فلا تزعجها بكثرة الأسئلة، التدقيق، التحقيق، هذا مما تكرهه المرأة، والشيطان يجد مدخلا في مثل هذه الأمور.

لذلك أرجو أن تتجنب هذا، وندعوها أيضا إلى عدم الاستعجال، ونؤكد لك ولها أننا بشر والنقص يطاردنا، فلا يمكن للفتاة أن تجد شابا بلا عيوب ولا نقائص، ولا يمكن للشاب أيضا أن يجد فتاة بلا نقائص ولا عيوب، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

أما مسألة الإصابة بالعين أو بالحسد فأرجو أن تحافظوا على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من أن تقرأ على نفسك وتقرأ على زوجتك، وهي تقرأ عليك، ولا مانع من أن تذهبوا إلى راق شرعي، لأن الرقية الشرعية دعاء، ونحب أن نؤكد أن البيت الذي فيه محافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء وأذكار النوم وتلاوة القرآن؛ هذا بيت لا يدخله الشيطان، والأمر كما قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - يقول: "المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم - هذه أذكار الأحوال - ينفع فيما نزل ويمنع ما لم ينزل إن شاء الله تبارك وتعالى".

إذا حافظوا على الأذكار، واستمروا في حياتكم، وحاول أن تغير الأمور التي تضايق الزوجة، وعليها أن تتفادى أيضا الأمور التي تضايقك، كما قالت زوجة شريح: "ماذا تحب فآتيه؟ وماذا تكره فأجتنبه"، وأنت أيضا تسألها نفس السؤال: ماذا تحبين أن أفعل؟ ماذا تكرهين؟ وإذا تجنبنا كل طرف ما يكره الآخر وفعل ما يحبه جاء الوفاق، واجتهدا دائما في الحرص على تطبيق الشرع بينكم.

الحرص أيضا على زيادة القواسم المشتركة بينكم، الأمور التي فيها اهتمامات مشتركة تشتغلون بها عندما تكونون مع بعضكم، واجعلوا الحوار إيجابيا في مستقبل حياتكم، في تطوير مهاراتكم، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يرفع من درجاتكم، ونسأله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات