السؤال
السلام عليكم..
أحب شخصا، وهو يريد أن يتقدم لي، وقد كان في السابق غير سوي الأخلاق، لكنه تغير تماما، وأنا أحبه ولا أريد شخصا غيره، وأخي يرفضه.
السلام عليكم..
أحب شخصا، وهو يريد أن يتقدم لي، وقد كان في السابق غير سوي الأخلاق، لكنه تغير تماما، وأنا أحبه ولا أريد شخصا غيره، وأخي يرفضه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يهدي هذا الشخص المذكور لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنه وعنكم سيء الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.
لا شك أن الفتاة في مثل هذه الأمور تعتد برأي شقيقها، وهذا لا يعني أن الأمر ينبغي أن يستقر على هذا، ولكن اطلبي من شقيقك أن يتعرف إليه أكثر، وعلى الشاب أيضا أن يثبت لأهلك أنه تغير، وأنه عاد إلى الصلاح والصلاة والخير والطاعة لله تبارك وتعالى.
ولا ننصحك بأن تتمادي في هذا السبيل؛ لأننا أحيانا -بل كثيرا- نرجح أن الرجال أعرف بالرجال، وإذا كان هناك أسباب موضوعية لرفض هذا الشاب، فالرد له اعتباره، أما إذا كان هذا الرفض غير مبرر، وغير صحيح، والرجل تاب وأناب إلى الله تبارك وتعالى؛ فننصحك بأن تدخلي الأعمام في هذا الأمر، وتدخلي كذلك الأخوال، وتدخلي الوالدة، وكل من يمكن أن يؤثر على هذا الأخ حتى يلين في موقفه.
أما إذا كان الاعتبار شرعيا، وفعلا الرجل عليه ملاحظات؛ فهنا طاعة هذا الولي –الذي هو الأخ– واجبة، وإذا كان الأب موجودا فهو طبعا بلا شك صاحب الرأي الأول، والفتاة أعرف بمصلحتها، ولكن من المهم جدا أن تعتدي برأي محارمك، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للمرأة ومحارمها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ودور الرجال (المحارم) من إخوان وأخوال وأعمام ووالد وجد، دورهم كبير؛ لأن الرجال أعرف بالرجال.
على كل حال: على الشاب أن يستمر في طرق الباب، وعليه أيضا أن يأتي بالوجهاء الذين يمكن أن يقدموا له تزكية، ويثبتوا لأهلك أنه تاب إذا كانوا يعرفون الأخطاء التي كانت عنده، ويمدحوه، ويعرفوا به، لعل هذا يكون سببا في موافقة وقبول هذا الشقيق وقبول أهلك جميعا بهذا الخاطب الذي طرق بابكم.
ونحن حقيقة نتحفظ على كلمة (أحبه)، لأن الحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، فهذا قد يكون مجرد إعجاب، ولا نريد أن تتمادي مع هذه المشاعر قبل أن تتأكدي من إمكانية إكمال هذا المشوار؛ لأن الإنسان ما ينبغي أن يتعلق بشخص وهو إلى الآن لا يعرف هل يفوز به، هل يتم الزواج أو لا يتم، لأن هذا مصدر إزعاج وإتعاب للطرفين.
وعليه أرجو أن تكتفي بالدعاء، وتطلبي من محارمك أن يسألوا عن الشاب، وعليه أيضا أن يقدم من الوجهاء –كما قلنا– والفضلاء من يعرف به ويمدحه ويثني عليه عند أهلك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.