زوجي طيب ولكنه أناني ولا يراعي مشاعري.. هل أطلب الطلاق؟

0 610

السؤال

بالرغم من مرور سنة و3 أشهر فقط من زواجي إلا أني أصبحت أشعر بأني لم أعد أطيق زوجي بعد أن كنت أحبه بجنون، ولكن الآن تغير شعوري تماما، مع العلم بأنه طيب جدا، ولكن أمه سليطة اللسان، وتجرح الآخرين دائما، وأنا أكره التكلم عنها أمامه بسوء، فهي أمه ولكن الآن أشعر بأني لم أعد أستحمل، فأنا أبكي يوميا في الليل دون أن يعلم، وفيه بعض التصرفات التي قد تعتبرونها بسيطة، ولكني أشعر بأني لا أستطيع تحملها، مثل كونه أنانيا نوعا ما، فهو لا يفكر بما أحب وأريد، ولا بمشاعري وما أستطيعه، لا يراعيني عند تعبي أو عند امتحاناتي، مع أني أعمل وأدرس وليس لدي خادمة، ومع أني قليلة الشكوى إلا أني الآن لم أعد أطيق السكوت؛ لأنه لا يقدر جهودي أبدا، فأنا أعمل لأنه لا يحب أن يصرف نقوده إلا فيما يشتهيه هو، ولا يحاول إسعادي أبدا، حتى خروجنا يختار المكان الذي يريده، حاولت أن أبين له أني أحب الورد والبطاقات ولكن دون فائدة، لم يهدني وردة واحدا، نادرا ما يشتري لي شيئا لي إذا سافر، لا يكترث لمناسباتي كيوم مولدي رغم إغداقي عليه بالهدايا.

أصبحت أكره الرومانسية والمشاعر، أنا تعيسة وهو لا يمانع من عملي طالما لا أطالبه بالنقود حتى الهدايا وموجبات أهله أدفعها أنا، أشعر بأني وحيدة وليس لي أحد، لم أشتك لأمي حتى لا تزيد المشاكل، فهي لن تسكت، ماذا أفعل؟ هل أطلب الطلاق؟ لم أعد أحتمل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يفرج كربتك، وأن يذهب عنك هذه النفرة من زوجك، وأن يبدل حالكما إلى أحسن حال وأسعده.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبما أنك صحفية والأصل في هذه المهنة أنها تلزم صاحبها بضرورة الاطلاع والبحث الموسوعي، وهذه صفات الصحفي الناجح أن يأخذ من كل علم بطرف، وأن يقطف من كل بستان زهرة.

وأعتقد أنه لابد وأنك قرأت شيئا ولو يسيرا عن التربية ومدى أثرها على تصورات الأشخاص وسلوكهم وتصرفاتهم، وأن كل واحد منا يحمل معه الموروثات التربوية التي نشأ عليها، والتي غالبا ما يكون من الصعب تغييرها، وقد تحتاج إلى وقت طويل لذلك، وعندما تنشأ مؤسسة الأسرة يصبح من الواجب على كل طرف أن يراعي مشاعر وظروف الطرف الآخر، وأن يقدم بعض التنازلات حتى تتمكن الأسرة من أداء رسالتها والقيام بوظيفتها، وإذا لم يراع كل طرف ظروف الطرف الآخر فلا يمكن للأسرة أن تتمكن من أداء رسالتها.

ولذلك كم أتمنى أن تقدر الأخت مريم مثل هذه الظروف، وأن تعلم أن فكرة التعبير تحتاج إلى بعض الوقت، وأن الاحتكاك المباشر دائما يكشف عن الحقائق الخفية، والتي يصعب إدراكها في فترة الخطوبة، أو في الأيام الأولى من الزواج، ولذلك لابد وأن نؤقلم أنفسنا مع هذا الواقع.

وأنا أعتقد أن فترة زواجكما إلى الآن ليست كافية للحكم عليها بالفشل، ومادمت قد وقفت على صفات زوجك الحقيقية والغير مرغوبة من قبلك، فأرى أنه لابد من عقد جلسة مصارحة ومصالحة، وليكن ذلك بعيدا عن الأسرة في مكان هادئ وجميل، تناقشان فيه هذه الأمور كلها بكل شفافية ووضوح، مع مراعاة أدب الحوار ومنزلة الزوج، حتى لا تؤدي إلى إثارة الكبرياء والغرور الذي يصرف عن قبول الحق.

كم أتمنى أن توفقي إلى عقد مثل هذه الجلسة الحوارية، خاصة وأن زوجك يحتل في قلبك مكانة لا يستهان بها، حتى وإن كنت تشعرين الآن ببعض الفتور، فإذا لم تنجحا في هذه الجلسة فلا مانع من الاستعانة ببعض الوسطاء الجيدين لمساعدتكما في التغلب على هذه المشكلات، وأنا واثق من أنكم سوف تتمكنون من التغلب على هذه المشكلات كلها، ووضع خطط جديدة لحياة جديدة وجميلة ورائعة.

وأنا شخصيا عندي يقين من قدرتك على تجاوز تلك العقبات، ومساعدة زوجك في التحول والتغيير لما فيه مصلحة الأسرة، إلا أنه ينبغي عليك أن تدركي أن هذا التغيير يحتاج إلى وقت وصبر، فلا داعي للعجلة أو تعجل النتائج؛ لأن عملية التغيير عملية في غاية الصعوبة، إلا أنها ليست مستحيلة، أهم شيء أن تواصلي عطاءك، وأن تقومي بدورك الذي تمارسينه الآن، وأوصيك بأمه خيرا، واعتبريها كوالدتك، وسوف تكسبينها قريبا -إن شاء الله-.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات