السؤال
السلام عليكم
شكرا لكم على هذا الموقع الجميل، يعطيكم العافية
سؤالي: أنا عندي ضغوط في العمل، أثرت على نفسيتي، وضغوطات بسبب التعامل مع أناس سلبيين، هذا الشيء أثر علي بالبداية نفسيا، وتطورت عندي الحالة، وصرت حين أتواصل مع الناس أحس أني متوتر، وغير قادر على الكلام، وصار عندي قولون، وغير مرتاح مع أهلي، وأحس أني فقدت مهارة التواصل!
علما بأني قبل ذلك كنت شخصا اجتماعيا، ونفسيتي جميلة، وصرت مع أي شيء يصير معي في العمل أظل أفكر فيه، ومتضايق، حتى ولو كان يسيرا، وأشعر بألم في بطني.
هذا التغير حصل معي منذ سنة، ولا أعرف ماذا أعمل؟
ساعدوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
لا شك أن ضغوط العمل من الأمور التي يعيشها الأفراد أثناء معايشتهم للبيئة العملية، وتختلف باختلاف مكونات هذه البيئة، ومما لا شك فيه أنه يوجد اختلاف أو فروق فردية بين البشر في طبائعهم وأخلاقهم، ومعاملاتهم، بحسب تكوين شخصياتهم.
الإنسان ينسجم مع الأشخاص الذين يتشابهون معه في اهتماماته وميوله، واعتقاداته، وقد تفرض عليه بيئة العمل ما هو مختلف عنه في ذلك، مما يحدث نوعا من عدم التوافق النفسي والاجتماعي، الأمر الذي يؤدي إلى عدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وقد تظهر أعراض القلق والتوتر واضطراب المزاج، وقد تتأثر أيضا الصحة الجسدية.
المطلوب منك - أيها الأخ الفاضل - هو تغيير طرق واستراتيجيات التعامل مع الآخرين؛ لكي تسهل عملية التعايش مع البيئة التي وصفتها بأنها سلبية، وإليك بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعدك في ذلك:
أولا (المعرفة): أي قبل الحكم على الأفراد أو على الآخرين أو على المواقف، لا بد من جمع المعلومات الضرورية، امتثالا لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، فالتحري - وهو تحري الأخبار وتحري المعلومات - أمر ضروري لتكوين الرأي السديد.
ثانيا (النظرة الشمولية): أي أن تنظر إلى المواقف الحياتية بنظرة شاملة، وليست من زاوية واحدة فيها مصلحتك أو مصلحة الآخرين فقط.
ثالثا (التماس العذر): أي أن تلتمس الأعذار لكل من أخطأ عليك، وتجد لهم مبررات، إلا إذا ثبت العكس بالأدلة والبراهين، وهذه مقرونة أيضا بسمة (التسامح)، فكن متسامحا في تعاملك مع الآخرين.
رابعا (التحرر من الهوى): فكن منصفا في الحكم على الأفراد والمواقف، متحررا من هوى نفسك في الحب والكراهية، فعدم التواصل مع الآخرين - أيها الأخ الكريم - أحيانا يرجع إلى تكوين اتجاهات نفسية سلبية، تجاه نفسك وتجاه الآخرين، فلابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، فهل هي ناتجة عن انخفاض الدافعية، أو عن اضطراب المزاج، أو هي ناتجة عن عدم الثقة في النفس، أو عدم الثقة في الآخرين، أو ناتجة عن عدم التقدير والاحترام والاهتمام من قبل الآخرين؟
إذا تعرفت على الأسباب فيمكنك السعي في معالجتها، حتى ترجع كما كنت سابقا اجتماعيا، ومتفاعلا مع من حولك.
أما ما يحدث في العمل فالأفضل تركه في بيئة العمل، واتخذ بيئة المنزل مكانا آمنا تستعيد منه طاقتك الإيجابية، وتستعين به على مواجهة يوم جديد مليء بالتفاؤل والأمل والأفكار الإيجابية.
والله الموفق.