السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو منكم المساعدة في مشكلة أعيشها، أنا امرأة عقد قراني على رجل أحببته وقبلت به رغم حياته وظروفه المضطربة، ضحيت من أجله كثيرا، وتحملت كثيرا لأنني أحببته، وأنا التي اخترته، رغم أنه أخفى عني مجموعة من الحقائق، بحجة أنه يحبني، ولو صارحني بها لما استمررت معه.
أفهمني من البداية أنه لا يمكننا العيش مع أهله، وقد سبق حتى وضربتني أخته وأنا حامل، وكاد الحمل أن يسقط، وهذا في بيتهم.
الآن أنا حامل، أخذ أمتعته وذهب عند أمه، ويطلب مني أن أترك العمل ونسكن عند أمه، مع العلم أنه لا يملك بيتا، ونسكن في بيت إيجار، وهو ليس ميسور الحال، وهو يدعي أن البيت مسحور.
لقد تعبت من مشاكله التي لا تنتهي، فأنا لم أشعر أبدا بالاستقرار والأمان، ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يكتب لك السلامة، وأن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يلهم زوجك السداد والرشاد.
إن الله مع الصابرين، والصبر نصف الإيمان، وما أعطي المسلم أو المسلمة عطاء أوسع من الصبر، ورغم مرارة الصبر إلا إن العاقبة لأهله، وقد أحسن من قال:-
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
ليس من الضروري أن تسكنوا عند أمه، ولكن من المهم جدا أن تشجعيه على برها والإحسان إليها، وأن تعامليها كأم، ولن يضيع أجرك عند الله.
ولا شك أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى معالجات هادئة وحكمة وحنكة، فلا تفعلي شيئا إلا بعد استخارة واستشارة ونظر في العواقب، وتأمل في البدائل.
لست أدري ما هي أسباب إصراره على السكن مع أمه؟ وهل هي محتاجة إليه؟ وهل زعمه أن بالبيت سحرا أمر جديد؟ وما هي الأشياء التي يستدل على أن في البيت سحرا؟ وما المانع من أن يحرص من يريد الأذى والشر في نقل السحر إلى البيت الآخر؟ وهل أنتم ممن يعمر البيت بالذكر والتلاوة، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء مع كمال التوحيد وحسن العبادة؟ فإن الشيطان وأعوانه ليس لهم سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
نحن نتمنى أن تنظري للموضوع من كافة الجوانب، ولا داعي للتوتر فإن ذلك يؤثر على الجنين الذي في بطنك، وأكثري من الدعاء له ولك وتعاملي مع الأمر بهدوء، وحاولي حصر المشكلة في إطارها، وإعطائها حجمها الحقيقي، وإذا وجد الحب سهل الأمر وحصل التفاهم.
أرجو أن تتجنبي الاحتكاك بأهله وعدم تصعيد الأمور معهم، لأن ذلك يعقد المشاكل، ويضيع الحقائق.
ونحن ننصح الجميع بطاعة الله، فإن الإنسان يرى أثر ذلك في حياته قال تعالى: (وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) [الأنبياء:90].
والله ولي التوفيق والسداد.