السؤال
تعرفت على بنت منذ خمسة شهور، وكنا أصحابا جدا، ومع الأيام والتعامل أحببنا بعضنا جدا، لدرجة لم نستطع أن نستغني عن بعض، ثم حصل بيني وبينها مشكلة منذ شهر، والمشكلة أني شككت فيها، وهي تتضايق جدا من هذا الموضوع، وتأكدت أني أنا المخطئ، ومن بعد هذا الموضوع تغيرت معي جدا، لدرجة أنها طلبت أن نكون أصحابا، وننسى موضوع الحب والزواج، علما بأنها من الأساس رافضة للزواج، ثم مع الأيام اقتنعت قليلا، ثم رجعت في كلامها.
خطئي أني شككت فيها، وأنا حاليا لا أستطيع أن أعمل ولا أعيش يومي بشكل طبيعي منذ تلك المشكلة، وأنا أعلم أنها تحبني، ولكني لا أستطيع أن أرجعها لي كما كانت.
ما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصرف عنك الشر وأهله، وأن يبصرك بالحق، إنه جواد كريم.
أخي الكريم: أنت مقبل على الأربعين من عمرك، وهذا يعني أن عندك من النضوج العقلي ما يكفي لتتجاوز مثل هذه الهنات في الحياة، فلست مراهقا ولا صغيرا، حتى تكون صريعا لعاطفة ربما تكون صحيحة أو غير صحيحة.
لذا دعنا -أخي- نذكر الإجابة في نقاط متعددة، يسلم بعضها إلى بعض:
أولا: هل أنت قادر على الزواج أصلا؟ هل أنت اليوم تستطيع أن تخطب الفتاة التي تريد وأن تتزوجها، أم الأمر معك لا يزال بعيدا؟ فإن كانت الإجابة بأنك قادر على الزواج، فأتم القراءة معنا، وإن كنت غير قادر على الزواج فاقطع تلك العلاقة المحرمة من التواصل غير المشروع فورا، فلا تستجلب طاعة الله بمعصيته، ولا رضاه بسخطه، كما لا يبنى الحلال على قواعد من حرام.
ثانيا: إن كنت قادرا على الزواج فالمرأة مطلقة، -كما ذكرت في استشارة سابقة- ونحن هنا لا بد أن نسأل: هل سيقبل أهلك بذلك؟ هل سيقبلون أن يكون أول زواجك من ثيب؟ وهل أنت بعد الزواج قادر على تجاوز فكرة أنك تزوجت من امرأة كانت متزوجة وطلقت؟ هل طبيعتك الشخصية ستتجاوز هذا الأمر؟ علما بأن غيرتك عليها وهي بعيدة جعلتك تشك فيها. ينبغي أن تكون واقعيا لأن هذا مستقبلك.
ثالثا: إن كنت قادرا على الزواج، وأهلك لا اعتراض منهم، وتجد في نفسك التوافق والتأقلم، فاذهب بعد الاستخارة إلى بيت أبيها فورا دون إخبارها، واطلب يدها منهم، فإنها متى ما علمت صدقك وجديتك أوضحت لك عن مرادها، وتجاوزت عما كان منك تجاهها.
رابعا: إذا رفضت هي أو أهلها هذا الزواج، فاعلم -أخي الكريم- أن الخيرة في قدر الله، وأن الحر لا يطرق بابا موصدا، وأن النساء غيرها كثير، وأنك قد تجد في غيرها ما ليس فيها، وقد تكون الثانية بكرا لا يخالط قلبها أحد سواك، فلا تتخذ موقفا سلبيا، واعلم يقينا أن الزواج قدر مقسوم، وأن من قدرها الله لك زوجة معلومة باسمها ووصفها من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض ستكون لك، فطب نفسا، وافعل ما طلبناه منك على التتابع الذي ذكرناه.
أخي الكريم: نود منك ألا تكون صريع عاطفة، فأنت أكبر من هذه الأمور وأعقل، كما نرجو أن يكون لك أهداف في حياتك أكبر تعيش لأجلها، اهتم -أخي- بعبادتك وصلاتك، وصحبة الصالحين من أقرانك، وتخطيط حياتك، ووضع أولويات لك، ولا تترك نفسك لقمة سائغة للشيطان، ولا فريسة سهلة للفراغ.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.