السؤال
كيف تتعامل مع شخص أجنبي كنت قد نصحته من قبل، وأظهر أمامك أنه قبل النصيحة، علما بأنه قد أخبرك ببعض الأشياء، وأخبرك أنه قد تاب ولم يعد، واكتشفت بعد حين أنه عاد إلى ما كان يعمله في السابق؟
كيف تتعامل مع شخص أجنبي كنت قد نصحته من قبل، وأظهر أمامك أنه قبل النصيحة، علما بأنه قد أخبرك ببعض الأشياء، وأخبرك أنه قد تاب ولم يعد، واكتشفت بعد حين أنه عاد إلى ما كان يعمله في السابق؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يثبتك، ويسدد خطاك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلك سببا لمن اهتدى.
فلا مانع من أن تكرر له النصيحة، وحبذا لو كرر التوبة، وجدد العزم، وحرص على عدم العود حتى يكون الشيطان هو المخذول، فإن الشيطان عدو تحزنه توبتنا، وتبكيه سجدتنا، والإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، فلا تكن عونا للشيطان عليه.
وقد أسعدني حرصك على بذل النصح، وليت كل مسلم يقوم بدوره في الأخذ بأيدي إخوانه العصاة، أرجو أن تواصل مشوار النصح؛ فإنه طريق الأنبياء والمصلحين، ولأهمية النصيحة ومنزلتها في الدين قال رسولنا الأمين: (الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ فقال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم جريرا بن عبد الله رضي الله عنه على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
وقال علي رضي الله عنه المسلمون نصحة، والمنافقون غششة. وإذا وجد التناصح في المجتمع المسلم فإن ذلك دليل خير، ومؤشر عافية، وقد قال عمر رضي الله عنه: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين.
وإذا كان المنصوح يظهر أمامك قبول النصيحة، فذلك دليل على أن فيه بقية من الحياء، ورغبة في العودة إلى هداية رب الأرض والسماء، فلا تحزن إذا تأخرت الاستجابة، فإنما عليك النصح ومن الله الهداية.
وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ))[القصص:56]، وقال سبحانه: ((فذكر إن نفعت الذكرى))[الأعلى:9]، وقال سبحانه ((فذكر إنما أنت مذكر)) [الغاشية:21].
ونحن ننصحك بتكرار النصح، وأبشر فإنك على خير، وسوف يأتي اليوم الذي ترى فيه ما يسرك بإذن الله، وأنت على كل حال مأجور، فأكثر من النصائح، وأبشر بثواب الناصحين، وأخلص في دعوتك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يكثر في الأمة من أمثالك.
والله ولي التوفيق والسداد!