أم ترفض تزويج بنتها

0 608

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن يجيبني د/ أحمد الفرجاني.

أنا فتاة عمري عشرون عاما، أعاني كثيرا من حدة الشهوة، وأفكر كثيرا في الأمور الجنسية، حتى كدت أن أقع في الفاحشة مرتين، لولا فضل الله علي، وقد تبت الآن ولله الحمد، وسوف أبدأ في سرد مشكلتي، وأعتذر مسبقا على الإطالة.

منذ أن بلغت السادسة عشرة من عمري ومثل أي بنت بدأت أفكر بالزواج، وبدأ يتقدم لي شاب تلو الآخر، ووالدتي ترفض دون علمي أو استشارتي في الأمر، وكنت أظن حينها أنها ترفض لأن أختي التي تكبرني لم تتزوج بعد، لكن قبل فترة تقدم رجل إلى أختي الصغرى، فرحبت بالأمر ولم ترفض أو تفعل معها كما تفعل معي دوما، بل استشارتها في الأمر ووافقت أختي الصغرى، لكن الموضوع لم يتم لسبب آخر.

وإذا سألها أحد عن سبب رفضها لزواجي أنا بالذات، تقول: هي لا تريد الزواج، مع أنني أقسم أنني أوضحت لها أكثر من مرة بأنني مستعدة للزواج بأي شخص يناسبني، ولكنها لم تهتم بما قلته، وقالت لي: أنت أصلا لا أحد يقبلك، وأنت إذا تزوجتي ستكون حياتك كلها ضيق ونكد، ووصلت إلى أنني عندما قلت لها مرة بأنني أريد أن أتزوج، دعت علي وقالت: الله يجعلك إذا تزوجت تصير حياتك كلها نكد، بل إنها أيضا إذا ذهبت لزيارة أحد ولم أذهب معها تقول للناس بأنني مريضة نفسيا، وحاولت أن أقتلها أكثر من مرة، وأنها تعبت وهي تبحث عن علاج لمرضي، وأشهد الله أنه لم يحدث شيء من هذا، لكنها تقول هذا لكي تنفر الناس مني.

وقبل عام تقريبا تقدم شاب -من أقارب زوج أختي الكبرى- لخطبتي، لكنه لم يحدد أنه يريدني أنا، وهو شاب صاحب دين وخلق، ولم يكن موظفا في ذلك الوقت، لكن كان لديه مصدر دخل آخر، المهم عندما تقدم هذا الشاب ظنت والدتي أنه يريد أختي التي تكبرني، فرفضته والدتي وأختي كذلك حتى يتوظف، ثم إذا توظف يمكن أن تقبله، وأبلغ زوج أختي الكبرى الشاب بذلك فقال له أنه يريدني أنا وليس أختي، فأخبرت أختي الكبرى والدتي بأن الشاب تكلم مع زوجها وأخبره بأنه يريدني أنا وليس أختي، فرفضت والدتي الأمر تماما حتى وإن توظف، وقالت بالحرف الواحد: إما أن يتزوج أختها وإلا لا يتقدم أصلا، ولم أعلم بذلك إلا بعد أن رفضت، وعندما علمت سألت أختي الكبرى عن هذا الموضوع قالت هو بصراحة مناسب لك وهو مثلك تماما معقد -من وجهة نظرها أن التمسك بالدين تعقيد- لكن أمك رفضت وانتهى الأمر.

كنت قد اعتدت هذا الأسلوب من والدتي فلم أهتم كثيرا بالأمر، لكن هذا الشاب قريب زوج أختي ويزورهم باستمرار، وأبناء أختي يعرفونه جيدا، والمشكلة أنني كلما جلست معهم لم يكن لهم حديث سوى عن هذا الرجل وعن حسن خلقه وتسامحه وتدينه، حتى بدأت أفكر فيه بعدما ذكروه عنه، حتى ذهبت مرة لزيارة أختي ومكثت عندها أسبوعا، وأثناء وجودي في منزلها جاء ذلك الشاب لزيارتهم وأنا هناك، فرأيته مصادفة دون أن يراني هو، ومنذ أن رأيته بدأت أحبه، رغم أنني لم أتحدث معه أبدا، وليس بيني وبينه أي علاقة، ولم أعد أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير فيه، والآن أصبحت أحبه لدرجة أني لا أتخيل أنني سأتزوج غيره، وأترقب أخباره من أبناء أختي، فعلمت أنه توظف قبل شهرين وعلمت أنه لم يتقدم لخطبة أي فتاة منذ أن أخبره زوج أختي قبل عام بأن أهلي رفضوه حتى يتوظف أولا، ولا أعلم إذا كان ذلك بسبب أنه مازال يريدني أم لا، وطالما دعوت الله أن ييسر زواجي منه.

أنا في حيرة من أمري ولا أعلم ماذا أفعل من ناحية حبي له، ومن ناحية أخرى أني أعلم رفض والدتي لزواجي به أو بغيره.

أريد نصيحتكم، وجزاكم الله خير الجزاء، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر.ب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: نعتذر لك أختي الكريمة لعدم إجابة سؤالك من الدكتور أحمد الفرجابي بسبب انشغاله الشديد في هذه الفترة، وقد تم تحويلها للشيخ موافي عزب، وإن شاء الله ستجدين الإجابة الوافية الشافية على سؤالك.

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الرضا به، وأن يصلح أمك وأن يشرح صدرها لمساعدتك، وأن يجعل لك من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما ذكرتيه من أمر والدتك وعلاقتها بك لأمر غريب حقا، ولا أعتقد أن هذه المواقف ليس وراءها أسباب ودوافع تؤدي إليها، وكم أتمنى أن توفقي في معرفة سبب هذه المواقف الغريبة التي لا أدري لها سببا.

حاولي الجلوس معها بعيدا عن المنزل وبهدوء، واسأليها عن سبب هذه المواقف وكوني في غاية الأدب والتواضع والهدوء، وقبل ذلك كم أتمنى أن تصلي ركعتين تتوجهين فيهما إلى الله بصدق أن يشرح صدر والدتك أن يصلح ما بينها وبينك وأن يعطف قلبها عليك، ثم اطلبي منها هذه الجلسة، فإن وافقت فابدأي الحديث معها بهدوء كما ذكرت لك، واطلبي منها سببا لهذه المواقف واذكري لها بعض الكلام الذي وصلك ولماذا قالت هذا الكلام، وأخبريها أنك تحبينها مهما قالت ومهما فعلت، ولكن طلبك الوحيد هو لماذا تتخذ منك هذا الموقف؟.

أتمنى أن تؤدي هذه الطريقة إلى معرفة حقيقة هذه التصرفات، وإذا لم تصلي إلى حل معها فيمكنك الاستعانة بوالدك –إن كان موجودا– لأنك لم تشيري إليه مطلقا في رسالتك، وإلا فلك الحق أن تستعيني بأي أحد من أعمامك أو أخوالك أو أي قريب منكم لمعرفة سبب هذه الكراهية وتشويه صورتك، وطبعا لا تتحدثي في أمر الزواج إلا بعد أن تعرفي حقيقة الكراهية، فإن وجدت هناك من تثقي به فاعرضي عليه ما حدث بالنسبة لهذا الشاب واطلبي منه مساعدتك؛ لأنه وكما لا يخفى عليك أن الناس لا يؤيدون فكرة عرض أهل الفتاة على أي رجل، بل ويعتبرون ذلك عيبا حتى وإن ورد مثله في السنة، حتى وإن كان هذا الرجل أصلح أهل الأرض.

فالموقف حساس وليس أمامك إلا الصبر والدعاء والإلحاح على الله، وأكثري من الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنية أن يقضي حاجتك ويفرج كربتك، وأوصيك بالصبر الجميل، واعلمي ابنتي الفاضلة أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، وتأكدي من أنه إذا كان من نصيبك فلن يتزوج غيرك إن شاء الله.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات