لا يستطيع الزواج بي إلا بعد ست سنوات، فما نصيحتكم لي؟

0 7

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أدرس الطب، وأبلغ من العمر 20 عاما، تعرفت على شاب يكبرني بست سنوات، أعجبت به، وهو الآخر كذلك، وقد أخبرني بأنه سينتظرني، وسيأتي لخطبتي بعد سنتين، ولكن لا يمكننا الزواج حينها، وإنما خطبة فقط؛ بحكم دراستي للطب التي تستلزم أربع سنوات أخرى -إن شاء الله- حتى أكملها، حينها سيكون عمره 32 عاما -إن شاء الله-.

أنا مترددة في القبول بذلك، على الرغم من أنه يعجبني جدا، وفيه مواصفات الإنسان الصالح: من تدين، وطيبة، وأخلاق، كما أنه طبيب أيضا، ولكني أشعر بأني سأظلمه معي؛ فهو سينتظرني سنتين للخطبة، ثم أربع سنوات للزواج، هذا كثير، وهل يستطيع أن ينتظرني كل هذه المدة؟!

كما أنني لا أستطيع الزواج به قبل أن أكمل دراستي؛ فأنا أعلم أنني لن أستطيع التوفيق بين الزواج والدراسة، فما رأيكم في ذلك؟ وهل علي إيقاف الأمور هنا قبل أن تبدأ وتتعقد؟

أجيبوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:

أولا: نحن نتفهم تفكير الفتاة في مثل عمرك بالزواج، وخاصة حين تجد الفتاة أمامها شابا متدينا، أو مستقيما، ونتفهم كذلك حين تكون الفتاة نفسها متدينة، ومن أسرة محافظة، كيف يلعب الشيطان بعقلها وتفكيرها، وكيف يستدرجها من المكان الآمن لها، فالحديث عن التدين والصلاح مدخل جيد للشيطان جعلك توافقين على محادثته، وجعله يتحدث عن الخطبة، وسيعظم كل يوم قدره في عينك، ثم يبدأ مسلسل الهبوط -عافاك الله منه-، وهو على ثلاث مراحل:

1- التفكير الزائد فيه، حتى يصل بك الشيطان إلى تخيله زوجا.
2- استحالة الحياة بدونه، حتى يصل بك الشيطان إلى التفكير فيه في كل وقت، والانشغال به عن كل شيء.
3- التنازل مع الوقت واحدة واحدة، ولا نريد أن نقول ما لا يخفى على عاقل.

قد تقولين -أختنا-: مستحيل يحدث هذا، هو متدين، وأنا متدينة، وأقول لك: المتدينون بشر مثلهم مثل غيرهم، والقلوب تضعف، ولا يعصم إلا من عصمه الله.

ثانيا: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، هذه قاعدة مطردة، والزواج اليوم ليس متاحا، والشاب غريب، والفترة طويلة، وتخصصك يحتاج إلى تركيز وتفرغ ذهني؛ لذلك احذري من تلك البداية الخطرة.

ثالثا: ننصحك بما يلي:

1- التوقف الفوري عن محادثة الشاب خوفا من الله أولا، وصيانة لك من الانحدار ثانيا.

2- الحديث إلى والدتك عنه وعن رغبته، وهل يمكن الجمع بين الزواج والكلية أم لا، ونحن لا نرى عند التوافق تعارض.

3- إن تم القبول المبدئي من قبل الأم، فسيأتي إلى بيت أبيك، وأنت معززة مكرمة، ويطلب يدك وفق الأصول والشرع.

4- إن كان الأمر مستحيلا من وجهة نظر الأهل، فلا تتعبي قلبك، ولا تشغلي نفسك، واعلمي أن الله لو قدره لك زوجا سيأتيك، ولو كان غيره هو المقدر فلن يكون هذا، ولو كان حرصك ملأ ما بين السماء والأرض.

هذه نصيحتنا الصادقة لك، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات