الاختلاف بيني وبين خطيبي يجعلني خائفة من خطوة الزواج!

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن تفيدوني، لأنني مشتتة جدا، أنا مخطوبة منذ أربعة أشهر، وملتزمون -بفضل الله- بضوابط الخطوبة، ولكن تكثر بيننا المشاكل وتتكرر، أهله من النوع الذي لا يحب الاختلاط بالناس، لم يتصلوا بي ولو مرة واحدة، وعندما ذهبت لرؤية المنزل لم يأتوا لمقابلتي، حاولت التواصل معهم في البداية، ولكن إن لم أتواصل معهم لا يتواصلون، فقلت حسنا، ليكن كل واحد منا في حاله.

وخطيبي كذلك، أهلي يتواصلون معه، ولكنه لا يتواصل معهم، وكان هذا يضايقني جدا، وقد لفت نظره مرات عديدة، وفي مرة من المرات رأيته يلومني على عدم التحدث مع أهله، ويقول لي: بأني الصغيرة، ويجب أن أتصل، فصرت أتواصل معهم في المناسبات لأجل خاطره.

كما أن فيه خصلة صعبة، وهي أنه عندما يتشاجرمعي يغلق الهاتف ليومين، فأشعر بأنني غير مهمة لديه، وعند الشجار يقول لي كلاما جارحا، ثم يعود ويعتذر على الفور، المشكلة أن أغلب الشجارات على أشياء تافهة! ماذا أفعل؟ مع أنه شخص محترم، ويعرف الله، ولكنني أحيانا لا أفهمه.

أنا خائفة من خطوة الزواج، وهو يقول لي: لقد وجدت المرأة التي كنت أبحث عنها، لذلك أريد كتب الكتاب، ولكني خائفة، فصفاتنا مختلفة كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي حرصك والخاطب على الدين، ونحيي التزامكم بضوابط مرحلة فترة الخطوبة.

ونحب أن نؤكد أن هذه المشاكل معروفة ومألوفة، وتحدث بين الناس لوجود التباين، بل لوجود الأفكار بين الأهل، فكل طرف يريد أن يفرض شخصية الابن أو الفتاة، وأحيانا نحن ندخل اختبارات غير صحيحة مع بعضنا، فهي تختبر اهتمامه، وهو يختبر اهتمامها بأهله، وهي تريد أن تعرف هل هو بخيل أو لا، أهله يطلبون منه أن لا يتوسع في البذل، وأهل الفتاة يطلبون منها أن تطلب الكثير، وهذه المفاهيم الخاطئة التي بكل أسف هي نتاج ثقافة المسلسلات.

نحن نريد أن نطمئنك بأنه طالما وجد الارتياح والانشراح، ووجد الدين في الطرفين، وروعيت الضوابط الشرعية، فإن بقية الأشياء التي تحدث لا بد أن ننظر إليها بواقعية، وعليك أن تدركي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، وعليه أن يفهم أنه لا يمكن أن يجد امرأة بلا نقائص، فنحن رجال ونساء بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته، وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث.

لذلك أتمنى أن تكملوا هذ المشوار مستعينين بالله تبارك وتعالى، وأرجو أن يكون عندك مرونة في التواصل مع أهله، وربما يكون هذا نمط أهله أنهم لا يحبون كثرة التواصل، ولكن الذي يهمك هو أمر هذا الرجل، وتلبية الرغبات التي يريدها، والاهتمام بأهله، والتواصل معهم، فبادري في هذا المجال، وتذكري "من أجل عين تكرم ألف عين".

وأنا أريد أن أقول: التواصل مع الآخرين مطلوب خاصة بين النساء، وبين من يجوز لك التواصل معهم، هذه من الأمور المهمة، والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، فلا تستعجلي عليهم، فلا زالت الأمور غير معروفة بالنسبة لك، ولكن نحن دائما نريد أن نقول: الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، لكنه بين أسرتين، وبين بيتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات.

والإنسان لا يستطيع أن يحكم على الناس قبل أن يتعرف على نمط حياتهم، ونمط التنشئة الاجتماعية التي عندهم، وهذه أمور أعتقد أنها تحتاج لبعض الوقت، فلذلك أرى عدم التوقف عند هذه الأمور، وإعطاءها أكبر من حجمها، اجتهدي دائما في أن تكوني مطيعة لله تبارك وتعالى، وتفادي الأمور التي تغضبه، وعليه أن يتفادى ما يغضبك، بل الحياة تقوم على هذا كما قال أبو الدرداء لأهله يوم بنائه بهم: إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب.

أسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكمل لكم مشوار السعادة على الوجه الذي يرضيه، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات