الزواج من فتاة أمها صماء، هل يؤثر على الأبناء في المستقبل؟

0 40

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، أريد أن أخطب فتاة، ومتعلق بها جدا، لكن هناك عوائق، ومنها أن والدة الفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إنها صماء لا تسمع، ووالدي عارض الأمر، حيث إننا عائلة ذات مكانة اجتماعية راقية، يقول لي: كيف تتزوج من فتاة والدتها من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وكيف ستتحدث مع الناس في العرس؟ يعتقد أن هذا يقلل من قيمتنا.

أيضا هل هذا يؤثر على أطفالنا مستقبلا؟ هل يمكن أن تورث هذا المرض لأبنائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يختار لك الخير، وأن يوفقك للزواج من المرأة الصالحة التي تسعدك في الدنيا والآخرة.

أولا: نريد منك أن تطمئن إلى أن أقدار الله نافذة، وأن من كتبها الله لك زوجة ستكون لك، ومن لم يكتبها لن تكون، هذا الاعتقاد مريح، لأنه يجعلك تتحرك إيجابيا والقلب مطمئن، فطب نفسا وهدئ روعك.

ثانيا: الأصل في الزواج السعيد ما توافر فيها عدة أسباب، أهمها:
1- صلاح الزوجين من الناحية الدينية والخلقية.
2- التوافق بين الأهلين على الزواج.
3- وجود أرضية مشتركة بين الزوجين من الناحية الفكرية والاجتماعية، مع وجود مرغبات الزواج لكل منهما.

فإذا اختل أحد تلك الأسباب، فإننا ننصح بمعالجته، والتعامل معه بحكمة قبل البدء بالزواج.

ثالثا: الوالد له موقف سلبي من الزواج، لما ذكرت من أسباب صحية لوالدة الفتاة، وتسأل عن كيفية التعامل، وهل يورث المرض للأبناء أم لا؟

1- إننا لا ننصح أبدا بمخالفة الوالدين في أمر الزواج، ولا نراها نقطة إيجابية أو عامل استقرار للأسرة، ودائما ما نكرر: الجلوس مع الوالدين والاتفاق، أولى الخطوات التي يجب أن يسلكها من أراد الزواج.

2- بالنسبة للمرض: فقد سألنا أهل الاختصاص، فأجابوا بأن الصمم قد ينتقل للأبناء حتى لو لم تكن الأم حاملة للمرض، وذكروا أن نصف حالات انعدام أو نقص السمع عند الولادة يكون سببها خللا في المورثات، ونقص السمع الوراثي قد يكون مفردا، أي أن الطفل لا يعاني من أية مشكلة أخرى غير نقص السمع، أو قد يكون مرافقا لتشوهات أخرى في الجسم، وهذا لا يعني الجزم بأن المرض ينتقل، ولكن إمكانية حدوثه قائمة، وكل هذا بقدر الله وتقديره.

3- إننا ننصح أن تحدث والدك مباشرة إن كان ممن يتفهم الحوار معك، أو ترى إمكانية عرض وجهة نظرك عليه بطريقة صحيحة، فإن كان الأمر شاقا، فنقترح ما يلي:

- أن تدخل في النقاش من أهل الدين والحكمة من يحدث والدك، على أن تجلس مع هذا الوسيط وتخبره باعتراضات الوالد والنقاط الإيجابية والسلبية بحيادية تامة.
- أن يقترح الوسيط سؤال طبيب مختص في الأمور الوراثية، ليرى هل هذا المرض يمكن تلاشيه بالأسباب العلمية -بعد قدر الله عز وجل-، أم العكس.

رابعا: أخي الكريم: لا بد أن ندرك جميعا بأن أقدار الناس تعلو وتنخفض بمقدار اقترابهم من الله عز وجل، قال ربي: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فالغنى والحسب والنسب لا يرفع قدر العصاة، كما أن الفقر والمرض لا يحط من قدر الصالحين، وعليه فنرجو منك أن تعالج هذه المشكلة في البيت بهدوء، أو تطلب من الوسيط الصالح أو من شيخ المسجد أن يتحدث في هذه النقاط لأهميتها.

خامسا: التعلق بفتاة لم تخطبها أمر لا نحبذه لك، لذا إن كان بينكما أي تواصل فاعلم أن هذا أمر محرم، وينبغي عليك التوقف فورا، حتى تصير الفتاة لك، أما الحديث معها في الإطار غير الشرعي، فهذا ما لا نرضاه لك دينك، ولا يؤسس في الوقت نفسه لحياة مستقيمة.

وأخيرا: ابذل أقصى ما في وسعك لإقناع أبيك، فإن اقتنع فالحمد لله، وإن كانت الأخرى، فنحن لا نريد أن تخالف والدك وأنت في بداية حياتك العملية.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك السعادة في الدارين، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات