السؤال
أنا متزوجة منذ 6 سنوات، وبدأنا أنا وزوجي في حياتنا، وتحملت من أجله الكثير، وكان زواجنا تقليديا عن طريق الأهل، وكانت خطبتنا لمدة 7 سنوات، لأنني كنت في الدراسة، فقد خطبني زوجي وأنا في 17 سنة.
وبعد أن مرت سنة أنجبت طفلي الأول واكتشفت عن طريق الصدفة أن زوجي على علاقة بإحدى جاراتي! فواجهته فاعترف لي بأنها نزوة! وسوف ينهيها فورا، وتوسل إلي أن لا أتركه، فحرصا على ولدي بقيت وأنجبت ولدي الثاني.
بعدها بسنتين تكررت المأساة، فاعترف لي أنه يريد الزواج من امرأة أخرى، علما بأن الأولى تزوجت، وقال بأنه ليس في عيب، وأني لم أقصر في حقه، ولكنها "طفاسة" منه، وفراغ عين. وعندما انهرت أمامه، قال لي: إنه لم يقرر بعد! وإنه عندما ينوي سيقول لي.
ماذا أفعل؟ هل أستمر حتى يفاجئني بقراره أم أطلب الطلاق؟
أرجوكم أفيدوني فأنا في عذاب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو من كلامك عن زوجك أنه في حاجة إلى امرأة أخرى، وما من شك أن هذا شيء له سببه، فلابد لنا بداية أن نتعرف على السبب، وهذا يحتاج منك إلى مواجهته في جلسة هادئة بعيدا عن الانفعالات أو البكاء ورفع الصوت أو إدخال أي طرف ثالث، تعرفي منه على سبب هذه الرغبة، فإن كان تقصيرا منك أنت فاسأليه عن موضع الخلل الذي عندك وحاولي إصلاحه حتى تقطعي حجته، وإن كانت رغبة فيه -وهذا وارد جدا- فمعنى ذلك أنه سيفعل ذلك آجلا أو عاجلا، ولابد أن تهيئي نفسك لذلك في أي وقت.
وبما أنك اتصلت بهذا الموقع فهذا معناه أنك على خير، وتعرفين حكم التعدد، وأنه ليس بحرام شرعا ما دام الرجل قادرا على الإنفاق والعدل المطلوب شرعا، وأنصح بعدم طلب الطلاق تحت أي ظرف؛ حتى لا يتحول أولادك إلى أيتام وهم صغار وأبوهم حي يرزق، وإنما اجتهدي في تأخير رغبته في الزواج، ولا تقصري في حقه؛ لأن هذا سيكون ذريعة له، وسيلقي باللائمة عليك وأنك مهملة في حقه، وأنه يريد امرأة تهتم به وترعاه ...إلى آخر هذا الكلام الذي قد يكون حقا أريد به باطل.
فرجائي عدم التقصير في حقه في جميع الأحوال؛ حتى لا تعطيه الفرصة لتحقيق رغبته، واملئي عليه حياته، وأشعريه بأنه فتى أحلامك وفارس ميدانك، وحاولي تطوير نفسك في كل شيء واجعلي بيتك جنة، وفوق ذلك عليك بالدعاء فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثري منه ومن الإلحاح على الله، وأنا واثق من أنك سوف توفقين في هذا المشروع بإذن الله، ولن يلتفت إلى غيرك، وإن حدث ذلك بقدر الله فقد أديت ما عليك ولم تقصري في حقه، وعندها يكون لك الحق في النظر في مستقبل علاقتك معه، وإن كنت أرى أن لا تفكري في الطلاق في جميع الأحوال، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.