هل ستعود إليّ الفتاة التي أحببتها، أم هي مجرد أوهام وأمانٍ؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أحببت فتاة وبادلتني المشاعر ذاتها، ولم أخبر أحدا بذلك حتى أمي، وكنت أبالغ في حبها، وهي الآن بعيدة عني، كنت أراها في العمل، وفي أحد الأيام تركت عملي للمذاكرة، وبعد أن أنهيت دراستي، ذهبت للعمل عدة مرات حتى أتقدم لها فلم أجدها، ولكني متيقن أنها ستأتي، وكنت أدعو الله كثيرا أن أراها، فأنا أحلم بها كثيرا، وكانت تقول لي: سآتي لك، ولكنها لم تحدد الوقت، وكنت أحيانا أجد رسائل ربانية أنها تحبني، وأني سأتقدم لها.

بعد رمضان فتحت الهاتف وتصفحت مقاطع فيديو مختلفة، ورأيت أكثر من 10 مقاطع تقول: لقد استجيبت دعوتك، وأحد المقاطع يقول: هل تتيقن برسائل الله لك؟ تعجبت! وأنا كنت أدعو الله يوميا أن أراها، حتى دعوت في رمضان وفي أوقات المطر، وكنت أرى أكثر من رسالة من الله تخبرني بضرورة الصبر، وكل ذلك بالواقع وليس الخيال.

السؤال: هل حقا سيأتي الفرج من الله، أم أنها مجرد خيالات؟ مع العلم حدثت لي أشياء أغرب من ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه جواد كريم.

أولا: إننا نجيبك على اعتبار أنك تجاوزت ثلاثة أمور:

1- تجاوزت الاستعداد للزواج من الناحية المادية؛ لأن الباحث عن الزواج بلا قدرة عليه كالباحث في الماء عن جذوة نار، وهذا من أشد الأمور ثقلا على الشاب، فلا هو قادر على العمل الذي يدفعه إلى الزواج، ولا هو قادر على البعد عن من هام بها واستغله الشيطان.

2- تجاوزت موافقة الأهل على الزواج؛ فإن المخطط للزواج حتى لو كانت عنده القدرة المالية، من غير موافقة أهله سيلقى من العقبات ما يعسر عليه زواجه، بل قد يذهب استقراره.

3- تجاوزت الحكم على صلاح الفتاة واطمأنت النفس لأخلاقها، فإن أساس الزواج الصالح من كانت لله دينة وأخلاقها مصانة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".

ثانيا: إذا كنت قد تجاوزت هذه المراحل الثلاثة فإننا ننصحك بما يلي:

1- طرح كل ما قلت عنه من رسائل وراء ظهرك، لأنها لا تدل على شيء، بل بعضها مصدره العقل الباطن، وبعضها مصدره التفسير المتعسف، وبعضها قد يكون مصدره الشيطان ليشغلك بالوهم عن الحقيقة، وبالسراب عن الماء، فالفتاة لا تعرفها على وجه اليقين، ولا تعرف عنها أي شيء، ومع ذلك أمانيك أكبر من خطواتك، وهذا ما يقلق.

2- أخي الكريم: إن للشيطان وسائل خطيرة، منها: أنه يضخم أمر فتاة ما لرجل، حتى يصل به إلى القناعة بأنها زوجته في الدنيا والآخرة، ثم يرتقى به إلى أن يقتنع أنها هي ولا بديل عنها، وقد تكون الفتاة متزوجة، وقد تكون غير صالحة لك في الحقيقة، ولكنه يريد لك تلك الانشغال حتى يجري قطار العمر، فلا عملا أنجزت، ولا زوجة أدركت، وتلك غايته فانتبه.

3- إن كان لك علم بمكان الفتاة، فاذهب واطرق البيت من بابه، وإن لم يكن لك علم عنها، فاترك الأمر، واستعذ بالله، ولا تجعل من نفسك أسيرا لشيطان يحركك عبر المنام أو الخيال، ويزين لك الغيب، ويحمل الأحداث حولك ما لا تحتمله.

4- كن على يقين بأن الله كتب لك زوجتك من قبل أن يخلق السموات والأرض، هي في علم الله موجودة باسمها ورسمها، فاترك عنك ما أهمك، ولا تنشغل بالغيب، وابحث عن الدين والخلق في عالم الحقيقة لا في عالم الوهم .

تلك نصيحتنا لك، ونرجو الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات