السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أولا: أحيي كل من ساهم في هذا الباب الرائع، وجزاكم الله خيرا على جهودكم.
الحقيقة عندي سؤال وهو متعلق بحياتي ومصيري، وودت أن أستشيركم فيه: أنا شابة أبلغ من العمر 21 عاما، وأنا طالبة جامعية، منذ فترة تقدم لي رجل للزواج بي، وهو على دين وذو خلق على حد ما أرى منه، ولكنه متزوج ولديه طفلة، وأنا أوافق أن أكون زوجة ثانية له، ولكن ما يقلقني منه أنه لا يريد أن يخبر زوجته وأهله بزواجه مني، فضلا عن أني أعيش في مصر وهو يعيش مع زوجته وأهله في إحدى الدول العربية، وأنا أخشى أن يكون عدم إخباره لأهله وزوجته سببا في التقصير معي في حقوقي؛ ولذلك لن يستطيع أن يعدل بيننا في المبيت، وأيضا أخبرني أنه بعد أن أنهي دراستي فسوف أذهب للعيش معه هناك في هذه الدولة العربية، وأنا ليس لي أقارب هناك، وخوفه من أن يعرف أحد من أهله بالتأكيد سوف يؤثر علي.
أفيدوني بالله عليكم، هل أوافق على زواجي منه وأصبر وأحتسب، أم أشترط عليه أن يخبر أهله وزوجته لأنها حياة؟ وأنا أخشى على نفسي أن تحدث مشاكل بيننا ويدفعني هذا لطلب الطلاق أو أشياء لست أتوقعها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته وتسعدين معه في الدارين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فاسمحي لي أن أقول لك يا ابنتي الفاضلة حبيبة: لماذا هذه العجلة وأنت ولله الحمد ما زلت صغيرة وأمامك فرصا كثرة بإذن الله؟ لماذا تقلبين بهذه الحياة الناقصة؟ لماذا تقبلين أن تعيشي في الظل بعيدا عن النور الطبيعي؟
أنا لا أجد سببا واحدا لقبولك بهذا الوضع الناقص، ثم أين هو العدل الذي تتحدثين عنه؟! رجل في دولة وأنت في دولة أخرى، كيف يتحقق العدل بالله عليك؟! ثم ماذا سيكون موقفك لو علمت زوجته بهذا الزواج؟ الغالب يا ابنتي أن تكوني أنت الضحية؛ لأن الأولى لها مكانة ومنزلة لم تصلي أنت إليها بعد، فاتركي عنك هذا الباب، واعتذري له، وقولي إما حياة كاملة في وضح النهار أو لا، واصبري، واعلمي أنه لا داعي مطلقا للعجلة حتى لا تندمي ولا ينفع الندم.
وبالله التوفيق والسداد.