ابني المراهق كيف نساعده في صلاح حاله ومآله؟

0 26

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر 13 عاما، وقد بلغ مؤخرا، وأنا لا أعاقب أبنائي بالضرب مطلقا، ولكن أعاقبهم بالتعنيف اللفظي، والحرمان المؤقت من الأشياء التي يحبونها.

هو مقصر في أداء الفروض بوقتها، واستذكار الدروس، ولكنه يصلي الصلوات ويؤخرها إلى آخر الوقت، أو يجمع الصلوات أحيانا، وأحيانا يرفع صوته على أمه، ودائما يصرح بأنه لا يحب طريقتها في الضغط عليه من أجل الصلاة ومذاكرة دروسه.

مؤخرا ومنذ 3 أسابيع تقريبا رفع صوته على أمه لعدم مساعدته في استذكار الدروس بطريقة كافية، فعنفته تعنيفا شديدا مذكرة إياه أن استذكار الدروس هي مسئوليته، وعليه أن يعتمد على نفسه.

بعد هذه الحادثة خاصمنا ولم يعد يحدثنا أنا وأمه، ونحن من جانبنا أيضا توقفنا عن محادثته رغبة منا في أن يراجع نفسه ويعتذر، ولكنه استمر في خصامه برغم أننا لم نقصر في خدمته، وحتى إن أمه تطبخ له أكلاته المفضلة.

أعطيته فرصة للتراجع مرتين؛ حيث ذهبت للتحدث معه، وذكرته بفضل أمه عليه، وذكرته بأخطائه، وعرضت عليه أن أقوم بالإصلاح بينه وبين أمه ولكنه رفض أيضا.

كلمنا أخته الكبرى تتحدث معه، وتعرض عليه التوسط في الصلح، ولكنه رفض، وهذا جعلني أغضب جدا، وقطعت عنه استخدام الإنترنت منذ يوم واحد لعله يعود إلى رشده.

منذ بدأ الخصام لم نعد نراقب نومه أو صلاته، وقد تمادى في إهمال الصلاة والسهر، وعدم انتظام النوم.

الآن أنا في حيرة من أمري، هل الأسلوب الذي أتبعه صحيح؟ وهل لو تراجعت وذهبت إليه أنا وأمه لكي نصالحه ألا يعد هذا تنازلا؛ مما يجعله يتمادى في سلوكه؟ برجاء الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فوزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعينكم وأعيننا بصلاح الأبناء والبنات.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن أبناءنا في مرحلة المراهقة يحتاجون إلى تعامل خاص، وأن هذا الابن الذي يعاند ويكابر بالطريقة المذكورة لأنه يدخل مرحلة جديدة، وهذا لا يعني أننا نتنازل، ولكن من المهم جدا أن نتجنب التعنيف اللفظي، وأن نتجنب مجاراته في العناد؛ لأنه أصلا يدخل مرحلة من مراحل العناد، التي هي بين هذه السن المذكورة إلى خمسة عشر أو ستة عشر عاما، هذه مرحلة من مراحل العناد الشديدة جدا بالنسبة لأبنائنا في مراحل أعمارهم.

عليه أرجو استبدال الأوامر بالحوار، والإقناع، والنقاش. وما حصل من ابننا بالطبع نحن لا نوافق عليه، ولكن نتمنى أيضا أن تستمر المحاولات خاصة من إخوانه، من أجل أن يعود إلى صوابه، وبعد ذلك نبدأ في وضع أسس جديدة، فالمراهق يحتاج للحوار، ويحتاج للقرب، ويحتاج للتقبل، ويحتاج للدعاء، ويحتاج للتواصل الجسدي، يحتاج إلى التركيز على ما عنده من الإيجابيات، علينا أن نتجنب النقد، والمقارنة.

تحميله المسؤولية من الأمور المهمة، لكن هذا قد يحتاج إلى شيء من التدرج، خاصة بعد أن ذكرت أن الوالدة كانت تحل له الواجبات وتساعده، فالانتقال الفجائي قد يكون بالنسبة له صعب، ولكن من المهم أن نحمله المسؤوليات، في الجانب الدراسي وفي غيره، فإذا أنجز شيئا أو عمل شيئا نشيد به، المراهق أيضا يحتاج إلى الثناء والمدح.

دائما نحن نقول: التركيز على الإيجابيات يزيدها، والتركيز على السلبيات يضخمها، فعلينا أن نركز على الإيجابيات، وأن نغض الطرف عن السلبيات الصغيرة، أما السلبيات الكبيرة فلا بد عندها من وقفات، وعندما نناقشها من الحكمة أن نقول: (أنت كذا، أنت ما شاء الله تصلي، أنت -ما شاء الله- تفعل كذا، وهذا جميل تشكر عليه، ونتمنى الصلاة في وقتها، ولكن حبذا لو انتبهت للأمر الثالث والرابع، والمذاكرة، وغيرها من الأمور).

من المهم جدا أن تكونوا على خطة موحدة، إن المراهق يتضرر جدا إذا لم تكن هناك خطة علاجية موحدة، يعني: التوجيهات تكون موحدة ومتفق عليها بين الأب وبين الأم.

لا شك أنه في هذه المرحلة سيكون قريبا من الأم، فمن المناسب أن يكون التوجيه منك، والوالدة عليها أن تساند وتؤيد ما تذهب إليه.

كما أرجو ألا يشعر أن الجميع ضده؛ لأن هذا يشعره كأنه ضحية، وهذا يجعله يتمسك بما هو عليه.

نتمنى من الأم أيضا ألا تغير أسلوبها الذي كانت عليه، خاصة في هذه المرحلة حتى يعود إلى الصواب، فإذا عاد إلى الصواب تجلسون معه، وتضعون قواعد جديدة للتعامل تصلح مع مرحلة المراهقة، وتحملوه المسؤوليات، وإذا قصر في مسؤولياته فعليه أيضا أن يتحمل نتائج التقصير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياكم على الخير، وأن تقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات.

نحن سعداء بهذا التواصل، ونتمنى أن يستمر حتى نضع الأسس الواضحة، وإذا كان هو عنده إمكانية التواصل فشجعوا تواصله مع الموقع، حتى نستمع لوجهة نظره ونستمع لما عنده، ويسمع التوجيهات الخاصة بالبر، يسمع من طرف محايد من آباء وإخوان له، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات