أريد أن تكون ردودي وتفاعلاتي تتواءم مع الحاضر

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود سؤالكم عن هذه الحالة النفسية التي أمر بها، فإنني إذا تعرضت بموقف اصطدام مع شخص ما، وأتجاوز عنه ينتابني الندم بأن ردي كان ضعيفا أو قليلا، وآخذ بهذه الحالة بالتفكير، لماذا لا يكون ردي أقوى من ذلك، رغم أني لست ضعيف البنية، ولا ضعيف الشخصية، ولكن يتكرر هذا التساؤل في مخيلتي.

بالمثال يتضح المقال، بالأمس ونحن نصلي صلاة الفجر، كان يقف بالقرب مني شخص، فقلت له: سد الفرجة التي بيننا، فقال لي ماذا تريد؟ فأخبرته أن يسد الفرجة، فأجاب، لا حول ولا قوة إلا بالله، فأخبرته فعلا، لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن يومها وأنا تدور في رأسي كيف بإمكاني الرد الأفضل على هذا الشخص، بل وحتى ضربه؛ لأن رده لم يكن يعجبني.

ماذا أسمي هذه الحالة؟ وكيف يمكنني التخلص من هذه الأفكار، والعيش مع الحالة في حينها، ومن ثم نسيانها الأبدي؟ كما أني لا أحب المجاملات الكاذبة، فالشخص الذي لا يعجبني لا أرد عليه السلام، وأقابل الحسنى بالحسنى، مع أي شخص كائن من كان، باختلاف منصبه وحالته الاجتماعية، وعمره.

لا أحب المنافقين، ولا الكاذبين، ولا أحب مجاملتهم، علما بأنني إذا جلست مع زملائي بالعمل أضحكهم، ونمرح معا، ويعرفون من هو شخصي، فلا يتجاوزون حدودهم معي، وأقدم ما معي وما علي منهم، ضمن حدود وضوابط، فهل حالتي طبيعية أم أني أعاني من مرض ما، أيا كان نفسيا أم غيره؟ وأنا عصبي للأسف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AHMAD حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أولا: أحمد الله تعالى على أنك محافظ كما يبدو من سؤالك على صلاة الفجر جماعة، فالحمد لله على هذا.

ثانيا: أطمئنك -أخي الفاضل- أنه ليس عندك مرض نفسي، كما سألت في آخر السؤال، فما مررت به أمر طبيعي تماما، وقفت في الصف لصلاة الفجر، فطلبت من شخص أن يسد الفجوة والفرجة فأجاب بلا حول ولا قوة إلا بالله، فأخبرته أنت أيضا بلا حول ولا قوة إلا بالله، وليس هناك بأس في هذا.

أنا أحمد الله تعالى على أنك لم تتجاوز في ردك هذا، أولا لأنك عصبي كما ذكرت، ثانيا لأنكما كنتما في مقام الوقوف بين يدي الله عز وجل، لتأدية صلاة الفجر، فلا يشغلكما أمر عن أمر أهم.

أخي الفاضل، أنت تسأل لماذا لم يكن ردك مختلفا؟ ولماذا لم تضربه؟.. إلى آخره، فعليك أن تحمد الله تعالى على أنك لم تفعل وإلا لكان بلا شك وقعت في خطأ أكبر من الذي كنت تحاول أن تعالجه، فقد أمرنا أن نتلطف بالناس، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

أخي الفاضل، نحن معك في عدم حب المنافقين أو الكاذبين، وبأننا غير مضطرين لمجاملتهم، نعم هذا شيء طبيعي، وأنت تتصف بهذا، ولله الحمد، وهذا لا يتعارض مع ما ذكرت من أنك مع زملائك في العمل، تقوم بينكما علاقة فيها الاحترام والتقدير، واحترام الحدود والضوابط فهذا أمر جيد.

أخي الفاضل، ليس هناك شيء أو وصفه، بحيث إن الإنسان إذا مر بحادث بالضرورة أن يستطيع نسيانه الأبدي كما ذكرت، فالإنسان عنده قدرة على التذكر، ولكن نحاول قدرتنا على التذكر هذه ألا تسبب لنا بعضا أو المزيد من المعاناة.

لذلك أنصحك أولا: بأن تطمئن نفسك أنك سالم من الأمراض النفسية، كما يبدو، وثانيا: أن تصرف اهتمامك لأمور أخرى أكثر أهمية في هذه الحياة، وبالتالي لن يكون عندك الوقت ولا الجهد لتستعيد ذكريات سابقة قديمة، أدعو الله تعالى لك بالثبات والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات