السؤال
أنا متزوج، حيث إني أكملت الجامعة العام الماضي، وتزوجت حديثا، وأرغب أن تدرس زوجتي بالجامعة، ولكن عائلتي لا تريد أن أدرسها، علما بأن زوجتي حامل بالشهر الأول، ولا أعلم ماذا أفعل، فأنا أريد أن أدرس زوجتي، وزوجتي أيضا تريد، وأنا لا أحب أن أغضب عائلتي ولا زوجتي.
علما بأن زوجتي لا مشكلة لديها أن تدرس منازل، ولكن أريد طريقة أقنع بها عائلتي دون أن أجرحهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وفي زوجتك، وأن يرزقك بر ولديك، وأن يهبك نعمة الحكمة في التعامل مع المشاكل، إنه جواد كريم.
أخي الكريم: حرصك على بر بوالديك أمر ينبغي ألا تتجاهله، كما أن واجبك تجاه زوجتك حق ينبغي المحافظة عليه، وبناء على ما مر ذكره، فلابد أولا من الإجابة على ثلاثة أسئلة:
1- لماذا تريد زوجتك التعليم النظامي؟ هل مثلا ستعمل بها؟ أم مجرد اكتساب معرفة؟
2- لماذا يرفض أهلك تعليم الزوجة؟ هل لمجرد أنهم لا يرون ذلك ضرورة أم المسألة مرتبطة بالعادات والتقاليد في البلد؟
3- ما مدى تمسك زوجتك بالتعليم؟ وما مدى رفض أهلك لتعليمها؟
الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد لك آثار الخطوة القادمة، ويمكنك ساعتها تقييم أخذ الخطوة من عدمها بسهولة.
أخي الكريم: إن إرضاء والديك أمر عظيم، وهو واجب عليك فيما لا معصية لله منه، كما أن الإحسان إلى زوجتك دين في عنقك، وهذا يقتضي منك الموازنة بين المصالح والمفاسد، والإحسان إلى الجميع.
إن وجدت أن تعليم زوجتك قد يقطع علاقتك بأهلك فتريث واجتهد في إقناع والديك، وابدأ الحديث بأنك أنت الراغب في ذلك، وأنك تريده وبشدة، لكنك لا تريد أن تغضبهم، ثم ابدأ بعرض البدائل كالدراسة من البيت.
اجتهد أن توجد من أهل الدين والحكمة من يقنع والديك، ولكن بعد معرفة الأسباب التي تحول بينهم وبين الموافقة.
انتبه أخي: لا تدخل أحدا حتى تعرف الأسباب، ثم بعد ذلك يكون الوسيط على علم بالأسباب ليوجد لها الحلول أو البدائل، والوسطاء، هؤلاء يمكنهم أن يجدوا حلا وسطا يجمع بين رغبة زوجك، وإرضاء أهلك.
اجتهد -أخي- في الدعاء، واعلم أن الصبر جزء من العلاج، وما تراه اليوم صعبا فالأيام كفيلة أن تخفف حدته، إن شاء الله.
بارك الله فيكم، وأحسن الله إليكم، والله الموفق.