أصبحت زوجتي تخرج بملابس ضيقة لتستفزني، فماذا أفعل؟

0 38

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب متزوج منذ سنة تقريبا، كنت أعمل في صالون حلاقة رجاليا ونسائيا منفصلين عن بعضهما تماما، لا نرى النساء ولا يروننا إلا عند بدء العمل وانتهائه، وبعض الأوقات النادرة.

وقد أتيحت لي فرصة عمل جديدة بضعف مرتبي السابق تقريبا، وبنفس نظام العمل (منفصلا تماما لا نراهم ولا يروننا)، ولكن مكان الاستراحة والأكل مشترك بين الرجال والنساء.

وقد صليت الاستخارة مرارا وتكرارا إلى أن وافقت على العمل الجديد، وقد اشترطت زوجتي علي ألا أختلط مع زميلات العمل عند الاستراحة، وتحت أي ظرف، وأنا وافقت على شرطها، وهذا الأسبوع هو أسبوعي الثاني في العمل، ولا ألقي حتى السلام على النساء عندما أدخل إلى العمل بناء على طلبها، وأحاول الابتعاد عنهن، وأغض بصري عنهن؛ لأنهن أحيانا يرتدين ثيابا مبالغا بها جدا؛ لأننا نقيم في بلد أوربي، وموضوع اللباس الغير محتشم بالنسبة لهن أمر عادي، والله يعلم أننا نعاني حتى في الطرقات من موضوع اللبس الغير محتشم.

أنا رجل لست ملتزما كليا، لكني أصلي وأخاف الله في أي فعل صغير أفعله، وأصون زوجتي بإذن الله.

ولكن من أول يوم في العمل إلى يومنا هذا، علاقتي بها عبارة عن مشاكل وخلافات، حتى أنها بدأت تلبس ثيابا ضيقة، وتخرج بها من أجل أن تشعرني بنفس الألم الذي تشعر هي به عندما أكون موجودا في العمل، وتخلق لي مشاكل؛ لأنها تغار وتشك بي إلى حد الجنون.

حتى أصبحت حياتنا عبارة عن مشاكل تصل أحيانا إلى الصراخ العالي، ولا أعلم إن كنت سأستطيع تحمل عنادها في الملابس الضيقة التي تبرز مفاتنها أم لا، حتي أصبحت أفكر بالطلاق!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك ولزوجتك الحرص على الخير، وأرجو أن يفهم الجميع أن هذه المسألة لا يصلح فيها العناد، والزوجة ينبغي أن تدرك أن الله سيحاسبها وحدها، وسيحاسبك وحدك، وخطأ الزوج لا يبيح للزوجة الخطأ، وكذلك خطأ الزوجة لا يبيح للزوج أن يعاقبها بنفس الأسلوب أو يعاملها بالخطأ.

وأعتقد أن هذه المسألة واضحة بالنسبة لك، وأرجو أن تتفاهم مع الزوجة، وتحرصوا على صيانة البيت والأسرة، وإذا وجدت عملا أحسن، الوضع فيه أفضل من هذا فلا تتردد في الانتقال إليه، حتى لو كان العائد المادي أقل من هذا؛ لأن الإنسان لا يملك أغلى من دينه، لا يملك أغلى من المحافظة على هذا الدين العظيم الذي هو رأس مال الإنسان وعصمة أمره.

ونتمنى من الزوجة أيضا أن تتفهم الوضع، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يزيدكم حرصا وخيرا، وفعلا الإنسان ينبغي ألا يضع نفسه في مواضع الفتن، وسعدنا جدا لرعايتك الجانب الشرعي، وحرصك على احترام مشاعر الزوجة والاتفاق معها، ونتمنى أن تكون الأمور بالنسبة لها واضحة.

ونرجو أيضا أن تهتم بزينتها لك أنت وليس لغيرك؛ لأن هذا هو العلاج المهم؛ إن الإنسان إذا وجد في الحلال غنية فإن هذا هو أقصر طريق لحمايته من السقوط في الحرام أو مشاهدة الغاديات الرائحات، فإن إبراز المفاتن بالنسبة للزوجة ينبغي أن يكون مع زوجها، وليس كما يحصل الآن وكما تفهم بعض بناتنا، من أنها تريد أن تعامل الزوج بالمثل، تريد أن تعانده، كأنها تريد أن تشعرك بنفس الألم.

نحن ينبغي أن ندرك أننا نتعامل مع الله تبارك وتعالى، وليست المسألة عنادا بين الزوج أو الزوجة، والسباق بين الزوجين ينبغي أن يكون في رضا الله تعالى.

وعليه: نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال في الطلاق، وتعوذ بالله من الشيطان، وحاول دائما أن تجعل زوجتك تتفهم الجانب الشرعي، وتتعاون معك في الوصول إلى مكان وظروف لعمل أفضل من الواقع الذي أنتم فيه، ولكن يبدو أنك ستضطر أن تستمر حتى تجد الوضع الأفضل، ونحب أن نقول لكل زوجة وصفة الحماية للزوج في زمن التبرج، وفي البيئات التي فيها تبرج، هي أن تهتم الزوجة بزوجها إذا دخل وإذا خرج، وتسأل عنه إذا غاب، وتتزين له، وتقوم بما عليها من واجبات أسرية، ومن أهمها التزين للزوج والاهتمام بهذا الجانب بشكل كبير.

كما نرجو أيضا أن تستمر في مراقبتك لله، والخوف من الله تبارك وتعالى، والاجتهاد في غض البصر، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات