السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على مجهودكم المستمرة، وكان الله في عونكم، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
أخوكم في الله شاب في منتصف العشرين، أعجبت بشابة كانت تعمل معي في نفس المكان تكبرني بسنة، ومن جنسية مختلفة، لكنها غير ملتزمة بالشكل المناسب للباس الشرعي (يظهر جزء من شعرها ومن رجلها) وتضع مساحيق التجميل، ولكن في نفس الوقت لم أشعر أنها تخوض في القول مع الشباب، وكانت تحافظ على الصلوات، ولديها طموح وشخصيتها ناضجة (والله أعلم).
ما رأيكم في أن أتقدم لخطبتها بمنطلق أنه من الممكن أن يهديها الله -عز وجل-، خاصة إن لم تكن مصرة على ما هي عليه (بشكل عام)؟ وإن كانت إجابتكم أن أتوكل على الله وأتقدم لها، هل الوقت مناسب إذا كان مدخولي يكفيني؟ مع العلم أن والدي قد جاوز ال 60 سنة، ونحن على كفالته، فإذا تم الاستغناء عنه ستزيد علي المسؤوليات!
علما بأن هذا الموضوع (خصوصا هذه الشابة) تشغل بالي منذ أكثر من نصف سنة، حاولت أن أسعى بأخذ خطوات حذرة قبل أن أحاول أن أفاتح أهلي في الموضوع، وأشعر أنني محتاج لهذه الخطوة لكثرة الفتن حولي وضعفي.
مع العلم أن أخاكم مغترب مع الأهل في إحدى دول الخليج (التي ترعرعت فيها)، الحمد لله ظروفنا إلى الآن مستقرة ماديا، ولكن المشاكل الأسرية متواجدة منذ زواج أمي وأبي من قبل ولادتي بسنين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا شك أن هذا الميل الذي بدأ منك تجاه هذه الفتاة ينبغي أن يحسم فورا، وذلك بأن تعرض الأمر على أهلك ثم تتواصلوا مع أهلها ليكون المجيء للبيوت من أبوابها، ولا نؤيد أبدا التطويل في هذا الأمر، لأنه سيجلب التعب للطرفين، وأي علاقة خارج الأطر الشرعية سيكون لها آثار كارثية، حتى لو حصل الزواج والارتباط، ونحب أن نؤكد أن مسألة الدين من المسائل الأساسية، وفي هذه الحال سنتكلم عن قابلية الفتاة للالتزام بالحجاب والستر، والأشياء التي توافق الشرع، توافق ما يرضي الله -تبارك وتعالى-.
كما أن وجود هذا التمسك بالدين هو نوع من التكافؤ، بل هو التكافؤ الأصل المطلوب، وبعد ذلك بقية الأمور ينبغي أيضا نضعها في عين الاعتبار، إذا كانت الجنسية مختلفة؛ فقد يعني أن العادات والتقاليد مختلفة، قد يعني أن هناك شرائط من الناحية القانونية، ومن الناحية التي يمكن أن تحدث: هل بالإمكان أن تكونوا في بلدك، أو في بلدها، أو في بلد ثالث؟ يعني هذه أمور أيضا ينبغي أن توضع في الاعتبار، وعلى كل حال نحن ندعوك إلى التوقف عن الميل العاطفي والتفكير فيها، حتى تضع الأمر في نصابه، حتى تتأكد أنه يمكن إكمال هذا المشوار.
لأن أي تماد مع هذه العواطف سيجلب لك -كما قلنا-، الكثير من المتاعب في حياتك، وقد يقابل برفض من والديك أو من والديها، وقد لا يحدث هذا الارتباط، بالتالي نحن دائما نقول الحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، يبدأ بالمجيء للبيوت من أبوابها، ويزداد بمعرفة الصفات والأشياء الجميلة رسوخا وثباتا، والحياة الزوجية الناضجة تقوم على النصح في الدين، فمسألة التزامها وتمسكها بأحكام وآداب ومظاهر هذا الدين، فالحجاب من الدين بل هو الأساس الذي ينبغي أن تحرص عليه المرأة لأنه عنوان لها، وهي في عبادة ما دامت تتمسك بحجابها وتحرص عليه.
ومرة أخرى نؤكد أن البداية تكون بإخطار أهلك، وقراءة وجهة نظرهم وطلب مساعدتهم، ثم التواصل مع أهلها، فإذا حدث الوفاق والاتفاق، ووجدت عندها استعدادا للتحسن من ناحية التمسك بالدين، فذلك خير، ولا نملك إلا أن نقول لم ير للمتحابين مثل النكاح، وأيضا مسألة التقدم للأهل سيضمن لك أنها غير مرتبطة، وأنه لم يتكلم فيها أحد قبلك، ونحو ذلك من الأمور التي لا بد أن تتأكد منها قبل أن تمضي خطوات في هذا الطريق.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.