تؤلمني معدتي عند لزوم الصلاة وقراءة القرآن، فما السبب؟

0 42

السؤال

مرت علي كثير من الأيام مع ترك الصلاة، ولم أقرأ كتاب الله، وعندما رجعت إلى الصلاة وقراءة كتاب الله كل ليلة، أصبحت معدتي تؤلمني، وأدخل الحمام!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص سؤالك فإننا أولا: نحمد الله إليك هذه العودة، ونسأل الله أن يثبتك على الحق حتى تلقاه، ونعلمك -أخي- بأن رجوعك إلى الصلاة بعد تركها، وإقبالك على القرآن بعد هجره هو إعلان توبة وأوبة يحبها الله تعالى منك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح).

ثانيا: لا يخفاك -أخي- أن الصلاة عمود الدين وركنه القويم، وأنها العلامة الفارقة بين أهل الدين والكافرين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة)، وقال أيضا: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

لا حظ في الإسلام لمن ضيع صلاته، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم كما قال عبد الله بن شقيق: (لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر إلا الصلاة).

لو قرأت كلام أهل العلم في المضيع صلاته؛ لحمدت الله على عودتك سالما بعد هذه الجفوة، فقد ذكر ابن القيم رحمه الله طرفا من الآثار السلبية على الفرد جراء تضييع الصلاة، فقال: تزيل النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، تزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته. ومن عقوبة المعاصي أيضا: سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده. ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك، لعموم قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه: 124].

الحمد لله على نعمه وفضله، ونوصيك بالإكثار من النوافل، أخي الكريم.

ثانيا: ما تحدثت عنه أحد أمرين:

1- إما أن يكون مرضا جراء أكل معين أو شيء نفسي، أو ما شابهه، وهذا يوجب عليك الذهاب إلى الطبيب لمعرفة العلة وأخذ الدواء.
2- إما أن يكون تلاعبا من الشيطان بك حتى يصدك عن الطريق القويم، ويبعدك عن مرضاة رب العالمين، فهو دائم الغواية متربص بك إلى النهاية، قد أقسم بعزة الله أن يضلك وأن يأتيك من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك، ولا يستبعد -إذا ما أثبت الأطباء أنك سليم من الناحية العضوية- أن تكون هذه إحدى أساليبه، فانتبه من ذلك.

عليه فإننا نوصيك وصيتين، خاصة وعامة:
أما الخاصة -أخي- فكما يلي:
1- الذهاب إلى طبيب مختص، وعمل تحاليل كاملة لمعرفة سلامتك البدنية أولا.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وجعلها جزءا من حياتك اليومية.
3-قراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها عند العجز.
4- استمر في الصلاة وقراءة القرآن، ولا تتوقف عنهما فهما نجاتك في الدنيا والآخرة.
5- الرقية الشرعية وهي موجودة على موقعنا، ويمكنك أنت القيام بها بل هو الأفضل.
6- اتخذ صحبة صالحة فإنها ستعينك على مواصلة الطريق بأمان.

في الختام: أكثر من الدعاء أن يثبتك الله على الحق، وأن يعينك على مواصلة الطريق.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات