بيننا وبين عائلة أبي قطيعة، فماذا أفعل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عائلتي لا تطيق عائلة أبي، وعائلة أبي كذلك، زارنا أعمامنا وقاموا بالواجب، إلا أنهم تشاجروا مع أمي ورحلوا في اليوم الثاني، ولم نعد على اتصال بعائلة أبي، ولا حتى نسأل عن أحوالهم.

هذه الأيام تحاول عمتي -المخطئة في حق أمي- مراسلتي، وتود محادثتي، إلا أني أخاف أن أتحدث معها فتغضب أمي، وقد أمرتنا بعدم التحدث معهم، علما أننا عائلة فقيرة لا نستطيع بناء قبر لأبي، وهم أغنياء -زادهم الله- ولا يريدون أن يبنوا القبر، أنا حقا حائرة، ولا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يغنيكم من فضله، إنه جواد كريم.

ابنتنا الفاضلة: التواصل مع عمتك، وإن أخطأت في حق أمك، هو من صلة الرحم المأمورة كمسلمة بصلتها، والأصل أنه لا حرج من التواصل معها، مع عدم نقل ما يسيء إلى الوالدة من كلامها، بل الاجتهاد في العمل على الإصلاح بينهما، هذا ما يجب أن يكون هدفك الأساسي.

وحتى تصلي إلى هذا ننصحك بما يلي:

1- وثقي علاقتك بأمك جيدا، فطاعتك لها واجب وفرض، ولا يجب أن تخرجي عن رأيها إلا أن يكون في معصية الله عز وجل.

2- اجتهدي في أخذ إذن أمك أن تردي عليها فقط إذا اتصلت هي، وأخبريها أنك لن تسمحي لأي أحد أن يسيء إليك.

3- إن أخذت الإذن بذلك فاجتهدي أن توصلي لها عن عمتك كل خير بدون مبالغة، وأن توصلي لعمتك عن أمك كل خير بدون مبالغة، فهدفك الإصلاح لا غير.

4- إن رفضت أمك وأصرت على عدم التواصل ولو في الحد الأدنى، فاجتهدي في إدخال أحد من أهل العلم أو الدين ممن تحترمهم أمك، بعيدا عن أبيك.

5- ذكري الوالدة أن الله أمر بصلة الرحم، ونهى عن قطعها، ذكريها بحديث جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة قاطع). متفق عليه.

ذكريها بأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بالصلة حتى مع من يقطعنا، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري، وعن أبي هريرة (أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). رواه مسلم. تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.

6- مع أن بعض أهل العلم قالوا بجواز التواصل مع الأرحام من غير إعلام الوالدين عند الحاجة، إلا أننا نود أن يكون ذلك بالتراضي، وأن يكون في حده الأدنى في البداية على الأقل.

وبخصوص بناء القبر؛ فغير واضح ماذا تقصدين، ويمكنك مراسلة مركز الفتوى في موقعنا؛ لأن للقبور والبناء عليها أحكاما شرعية ينبغي معرفتها.

نسأل الله أن يصلحكم، وأن يبارك فيكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات