أحببت فتاة نصرانية وأريد إدخالها في الإسلام والزواج بها

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على مجهودكم الجبار، وبارك الله لكم.

سؤالي: أنا أعرف فتاة مسيحية منذ فترة، وأريد دعوتها للإسلام حتى تبتعد عن الضلال؛ وتسنح لي الفرصة للزواج منها فيما بعد! فكيف أفعل هذا؟ وما الصعوبات التي ستواجهها من أقاربها ومجتمعها حتى تدخل الإسلام؟ وكيف أضمن أن تكون آمنة من إيذائهم لها عند عدم وجودي بجانبها إذا تزوجنا؟ لأنني حقا أريد لها الخير والزواج منها أيضا!

ماذا أفعل لكي أضمن عدم تعرض أقاربها لها ومضايقتها؟ وأسألكم الدعاء لهداية المزيد من أهلها وأقاربها، وفي الختام أقول: الحمد لله على نعمة الإسلام؛ وكفى بها نعمة؛ وأسأل الله الثبات على دين الحق لي وللمسلمين والمسلمات.

هناك شخص أعرفه اقتنع بعض الاقتناع بالدين الإسلامي، بسبب مناقشتي لبعض المواضيع معه؛ ولكن لا تزال فكرة دخوله الإسلام صعبة عنده!

ما هي الأسباب التي تعيقه من الدخول للإسلام؟! هل هي فكرة الخوف من الأهل والبعد عنهم، أم خوفا من إيذائهم له بعد إسلامه، أو أمور النفقة والدخل؟ كيف أقنعه وأيسر له الأمر؟

أريد الرد على سؤالي بسرعة رجاء؛ وشكرا على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نقسم استشارتك إلى عدة أسئلة، ومن ثم نجيب عليها واحدة واحدة.

أولا: ما الأسباب التي تعيق البعض من الدخول في الإسلام؟

نقول ابتداء: لا يمكن لعاقل يقرأ عن الإسلام كما أنزله الله وبلغه رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن يقر أنه الدين الوحيد الحق، وكل من أراد الطعن في الإسلام من عقلائهم آل بهم الحال إلى الإسلام، ولو قرأت عن إسلام جون لويس بوركهارت السويسري،أو اللورد هيدلي، والذي كان لإسلامه ضجة كبيرة، نظرا لمكانته العلمية، أو الفونس دينيه، -أو ناصر الدين- الذي أعلن إسـلامه رسميا بالجزائر سنة 1927م، أو غيرهم، وهم كثير، لتبين لك ذلك، فالإسلام حق لا يقوم الباطل أمامه.

أما الأسباب التي تحول بين الإنسان والإسلام فكثيرة ومختلفة، ولا نستطيع أن نحصرها في سبب واحد، البعض عنده أسباب اجتماعية، فيرفض أن يتخلى عن أهله تحت أي دافع، البعض عنده لوثة عقلية مصاحبة للكبر، فيرفض الحق عنادا واستكبارا، البعض لا يشغله أصلا مسألة الدين، ويراها مجرد مسكن روحي، فهذا لا يبحث عن الحق، ولا يشغله ذلك، البعض يخاف من التقلبات الحياتية، أو أن يكون مضطهدا في بلده فيؤثر السلامة، البعض ينظر إلى دينه على أنه الحق فيرفض أصلا مناقشة احتمال خطأ المعتقد هذا، وهكذا تختلف الأسباب باختلاف الشخصيات والبيئات.

ثانيا: كيف أقنعهم بالإسلام؟
هذا يحتاج إلى عدة أمور:
- العلم بعقيدتك والشبهات المثارة عليها، وكيفية الرد.
- العلم بعقيدة الآخر ومواطن ضعفها.
- توفر الإرادة منه لمعرفة الحق.
- إنارة عقلية تزعزع المعتقد الذي في عقله، وحجة تزرع الإيمان في نفسه.
- التدرج في العرض بحيث تعرض عليه الأصول قبل الفروع، والكليات قبل الجزئيات.
- عدم إغفال الجانب النفسي والفطري تجاه دينه.
- الصبر واحتساب الأجر.

ثالثا: هل يمكن أن يتضرر من أسلم منهم؟ هذا أمر وارد، ويختلف باختلاف الشخص والبيئة.

رابعا: هل من سبيل لضمان أمن من أسلم منهم؟ ليس عندنا ضمان، والأمر كذلك يختلف باختلاف قدرتك على ذلك، وقدرته على التحمل، وكذلك بيئته.

خامسا: تريد أن تتزوجها بعد الإسلام، ننصحك أن تفصل بين مسألة إسلامها، ورغبتك في الزواج منها، لأن هذا سيفسد عليك نيتك، وقد يوقعك في المحظور، وربما يفسد عليها فكرة الدخول في الدين الإسلامي أصلا، افصل بين الأمرين واجعل السبب الرئيس هو إرادة الخير والحق للغير، فإن أسلمت ورأيت أنها تصلح لك فتوكل على الله، واحذر أن تعدها بالزواج منها إن هي أسلمت مثلا، لأنك الآن مدفوع بعاطفة قد ترى الأمور على غير ما تحب، وقد ترى غيرها أحفظ لك ولبيتك وعرضك، وأن أولادك منها محفوظون بعائلة مسلمة متدينة، فتغير ساعتك نيتك -وهذا حق- فترتد هي على عقبيها بسببك أنت. ولو استطعت أن تربطها بفتيات مسلمات داعيات من محارمك، أو عن طريق محارمك فهذا خير، فيسعين في هدايتها وتبيان الحق لها، لأننا لا ننصح باستمرار العلاقة معها دون غطاء شرعي، فالعلاقة بين الذكر والأنثى محرمة، وتجر إلى مفاسد كثيرة، فلذلك نكرر نصيحتنا لك أن تعرض الإسلام عليهم وفق الضوابط الشرعية، من غير أي وعود منك.

كذلك ننصحك أن تقرأ للطبيب والكاتب الفرنسي النصراني الأصل، المسلم بعد ذلك، (موريس بوكاي) كتابه: التوارة والإنجيل والقرآن والعلم، فإنك ستستفيد منه جدا، ويمكنك أن تهديه لأي أحد تريد له الخير، فالكاتب عندما كتب كتابه لم يكن قد أسلم بعد حتى يتهم بالتحيز للإسلام، ولكنه كان مسيحيا، حين أقدم على هذه الدراسة، يدين للتوراة والإنجيل بالولاء، كما هو معروف عن المسيحيين، ولكن -والحق يقال- كان موضوعيا جدا في دراسته، محايدا بين الكتب الثلاثة، شأن العالم الحقيقي، فخرج من نتيجة دراسته بإظهار الحقيقة التي تنطق بصدق القرآن، وأنه من عند الله حقا، وأنه لم يجد فيه رائحة تتناقض مع مقررات العلم الحديث، وإنما وجد في غيره، ولذلك أسلم.

بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، ورزقنا وإياك الصدق والقبول.

مواد ذات صلة

الاستشارات